يمكن تقسيم السودان الى خمس مناطق نباتية
تقدر كميات الخشب والحطب فيها كما يلي :
رقم واسم |
المساحة |
متوسط هطول الامطار |
تقدير حطب الحريق واعمدة |
تقدير الاخشاب |
المنطقة النباتية |
بالميل المربع |
السنوي بالمليمتر |
المباتي بالامتار المكعبة |
بالامتار المكعبة |
الصحاري |
280000 |
00 – 75 |
---- |
---- |
شبه الصحاري |
190000 |
75 – 300 |
49000000 |
---- |
السافنا |
400000 |
300 – 1600 |
1201000000 |
36100000 |
المستنقعات |
95000 |
700 – 1600 |
39000000 |
---- |
مناطق جبلية |
25000 |
500 – 2000 |
2000000 |
16000000 |
بذلك تكون المنطقتان الثالثة والخامسة غابات السودان الحارة ومساحتها 402500 ميل
مربع ، وهي بذلك تكون 40 بالمئة من مساحة السودان ، بما في ذلك الصحارى . ويمارس
الاهالي في منطقة الغابات الزراعة المستغلة على أوجه مختلفة .
مصلحة الغابات
تشرف مصلحة الغابات على كل غابات السودان اشرافاً فنياً . ويقتصر اشرافها لاداري
على الغابات المركزية المحجوزة . ومصلحة الغابات هي احدى المصلحتين اللتين تتكون
منهما وزارة الزراعة . وتعمل هذه المصلحة على تنفيذ سياسة الغابات التي رسمت سنة
1932 مستعينة بقانوني الغابات المركزية والاقليمية .
الغابات المحجوزة
ليس استغلال الغابات المحجوزة محظوراً ، كما يفهم خطأ من اسمها ، بل على العكس من
ذلك ، ان الغابات المحجوزة هي في الغالب المناطق التي يحدد فيها قطع الاشجار حتى
يسهل تعويض المقطوع بزراعة اشجار جديدة عقب القطع مباشرة . ولا بد من الاشارة هنا
الى انه يستحيل استبدال او وقاية الاشجار النامية المبعثرة ،واحدة واحدة ، بسبب
تكاليف هذه العملية العالية . كما ان الاشجار المبعثرة النمو ، رغم جمالها ، فانها
تنتج اخشاباً رديئة اللون ، على عكس الاشجار التي تنمو متقاربة في مزارع الغابات .
والسبيل الوحيد لضمان توفير كميات الاخشاب المنشورة والاعمدة وحطب الحريق والفحم
الخ . . التي يحتاج اليها جيلنا والاجيال القادمة هي الغابات المحجوزة .
انواع الغابات المحجوزة
هناك نوعان من الغابات المحجوزة ، هما :
1 – الغابات المركزية ، وهي التي تديرها وزارة الزراعة مباشرة .
2 – الغابات الاقليمية ، وهي التي تديرها السلطات الادارية لتلبية الطلبات
الاقليمية والمحلية .
الغرض في كلا الحالتين واحد وهو تركيز القطع والزراعة في مناطق معروفة لضمان توفير
منتجات الغابات بشكل دائم ولحماية التربة وموارد المياه .
سياسة حجز الغابات
تتوخى مصلحة الغابات في حجزها للغابات تحاشي حجز الاراضي الصالحة لزراعة المحاصيل
على قدر الامكان . انما ، كما جاء في بيان حكومة السودان حول سياستها المتعلقة
بالغابات ، لا يمكن تفادي هذا الامر، انما يمكن التخفيف من آثاره . فقد جاء في
البيان انه " يقتضي حجز الغابات وحاجاتها للتنظيم وتحديد امتيازات الاهالي الساكنين
في المنطقة التي تقام فيها الغابة الى درجة ما ". والقصد من ذلك هو تمكين الاهالي
القاطنين قرب الغابة او حولها الاستفادة باكبر قسط ممكن من منتجات المحجوز في حدود
خطة الغابات المرسومة والادارة الحسنة . ويظهر من هذا ان الحجز عملية ترمي الى
تأمين فائدة المجموعة السكانية ، رغم انها قد تقتضي احياناً وبالضرورة شيئاً من
التضحيات من قليل من الافراد .
تختلف الغابات المحجوزة في السودان اختلافاً كبيراً في مساحاتها . ويوجد اكبرها
غالباً في جنوب السودان . اما في شماله واواسطه فهي غالباً أصغر مساحة ولكنها أكثر
قيمة . وتبلغ مساحات الغابات المحجوزة في السودان الآن اكثر من مليونين ونصف مليون
فدان . وفي مقارنة مع بلد شاسع كالهند المزدحمة بالسكان نرى ان نسبة مساحة الغابات
المحجوزة فيها لا تزيد عن 18 بالمئة من مساحة البلاد كلها . اما في السودان القليل
السكان فتقل نسبة الغابات المحجوزة فيه عن نصف في المئة من مساحته . ويبدو من ذلك
ان غاباتنا ما زالت قليلة جداً . غير ان برنامج حجز الغابات الذي وافقت عليه
الحكومة والذي هو الآن موضع التنفيذ ، سيحسن الموقف تحسينأ مطرداً حتى نتفادى
افتقار الاجيال القادمة الى الغذاء والوقود والسكن .
منافع الغابات
يحصل السودان من الغابات سنوياً على انتاج ثابت من الصمغ قيمته حوالى خمسة ملايين
جنيه. ومن الحطب المحروق والفحم ما تفوق قيمته 20 مليون جنيه . اما الخشب المنشور
فتجني منه مصلحة الغابات 200 الف جنيه ويحصل الاهالي على قدر كبير من هذه الاخشاب
لاستعمالها في صنع الاثاثات المنزلية والابواب والشبابيك وغيرها . وقيمة منتوج
الغابات السودانية من فلنكات السكة الحديدية تفوق 500 الف جنيه ، وتفوق قيمة اعمدة
المباني 200 الف جنيه وتستهلك المدن الكبيرة في السودان الشمالي ما قيمته حوالى
6000 جنيه من القنا . وتنتج الغابات ايضاً ما قيمته 53 الف جنيه سنوياً من العاج
النباتي ( الدوم ) ، ومن العاج الحيواني ما قيمته حوالى 10 الاف جنيه سنوياً . كما
تنتج الغابات من مواد الدباغة ما يقيم بستين الف جنيه سنوياً . ومنتوج الغابات من
الحبال والمقاطف لا يقدر بثمن . اما منتوج السكة السنوي فهو حوالى 45 الف جنيه ،
ومنتوج شمع العسل يقدر بحوالى 50 الف جنيه سنوياً . ويظهر مما تقدم ان الغابات في
السودان تؤثر على ميزان الصادرات والواردات بما لا يقل عن 50 مليون جنيه سنوياً
لصالح الخزينة . ونشير هنا الى ان من منتجات الغابات المهمة زيت اللؤلؤ وزيت النخيل
والبن وغيرها .
تلعب منتجات الغابات دوراً كبيراً في الحياة اليومية في أغلب وأهم مناطق السودان .
فالاشجار تفرع وقد تقطع لرعي الجمال وغيرها من الحيوانات . اما الحشائش فترعى او
تقطع لاطعام قطعان البدو . ويأكل الناس من فواكه العرديب والقنقلين والدليب
واللالوب والنبق والدوم والقضيم والجميز . كما تستعمل عروق اشجار اخرى كجزء من
الغذاء العادي في كثير من بقاع السودان . ويستعمل كذلك رماد الاشجار المحروقة في
تسميد الاراضي الزراعية في مناطق الزراعة المختلة ، كما يستعمل رماد اشجار، خاصة
شجرة البشم ، بديلاً من ملح الطعام . وتنتج غابات السودان كميات لا تقدر بثمن من
الاخشاب التي تستعمل في الزرائب والمحاريث والسواقي والمراكب والمجارف وايادي
الالات الزراعية واسهم صيد الاسماك وغيرها . ومن الغابات تجمع المساويك وكثير من
الادوية البلدية كالقرض الذي يستعمل في علاج الكحة وامراض الحلق والصدر ومرهم
البجليح وصفق وبدرة الخروع وغيرها . انه من الصعب جداً تعداد كل الاوجه التي تؤثر
الغابات فيها تأثيراً مباشراً على حياة الانسان في السودان . ومن أهم من كل ما تقدم
من منافع الغابات المباشرة ، منافعها غير المباشرة كصيانة التربة وموار المياه
وتخفيف اضرار الرياح الحارة والجافة ومقاومة زحف الصحراء الجرداء التي تهدد الزراعة
وبالتالي تهدد بقاء الانسان .
الضرائب التي تجنى من منتجات الغابات
تجبى العوائد الجليلة على منتجات الغابات الرئيسة التي تجمع من كل الاراضي الحكومية
، باستثناء الغابات المحجوزة وما يجمعه الاهالي لاستعمالهم الخاص . وجباية هذه
العوائد التي تختلف قيمتها بين منطقة واخرى من السودان ، تقوم على قانون العوائد
الجبلية الموضوع عام 1939 . وتقوم السلطات الادارية المحلية بجمع هذه العوائد ، وقد
تنوب عنها مصلحة الغابات . اما منتجات الغابات المحجوزة ، والتي لا تجمع عنها عوائد
جليلة ، كما تقدم ذكره ، تباع في المزاد العلني . وما ينتج عن الاراضي التي يملكها
بعض الافراد فهو خاضع كذلك لجمع العوائد الجليلة .