شهرتها لا تختلف كثيرا عن “الفول”،
فكلاهما متلازمان.. فلا تكاد تخلو منهما وجبة إفطار في مصر.
“الفلافل”، أو “الطعمية” كما يسميها المصريون.. تلك الأكلة الشعبية المصرية التي
تصنع من “الفول”، وتتسيد وجبة الإفطار بالنسبة للكثير من المصريين، وتشتهر أكثر في
المناطق الشعبية والأثرية، حيث يقبل سياح على تناولها.
وهي أحد أرخص الأكلات في مصر، إذ تستطيع أسرة مكونة من ثلاثة أفراد أن تأكل بجنيه
ونصف (0.3 دولار)، وجبة كاملة، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الأطعمة والمشروبات في ظل
اضطرابات سياسية ومشاكل اقتصادية.
كانت “الفلافل” في الماضي أساس طعام الفقراء، وباتت الآن جزءا من فواتح الشهية على
موائد الأغنياء.
وفي منطقة كفر غطاطي بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة، يقف محمد عماد، صاحب محل
“فول” و”فلافل”، وقد اصطف أمامه كثيرون صباحا، في انتظار خروج “الفلافل” الساخنة من
الزيت المغلي.
ويقول عماد، في حديث مع وكالة الأناضول: “اسم فلافل غير معروف كثيرا في أحياء
العاصمة (القاهرة)، وإنما يطلق عليها اسم طعمية”.
وبحركات سريعة من يديه، يخرج عماد “فول مدشوش” منقوع في المياه منذ المساء، ليضعه
مع من مجموعة من الخضروات، منها الشبت والبقدونس والكرات والبصل، بعد غسلهم بشكل
جيد، في ماكينة الطحن.
ويتابع: “نسميها نحن أبناء هذه المهنة الحجر، وهي ماكينة بمواصفات خاصة تتكون من
مكان مجوف توضع فيه مكونات الفلافل (الطعمية)، علي أن يتم طحنها وتنعيمها بواسطة يد
حديدية تدور بشكل دائري بين تجويف الحجر”.
بمهارة فائقة، يخرج عماد عجين “الطعمية” من “الحجر”، وبمهارة أكبر يضعها في مقلاة
الزيت بيديه دون استخدام أي آلة، ويقل: “اللي يستخدم (من يستخدم) الآلة الناس في
الشام، إحنا بنحط (نحن نضع) الطعمية في الزيت بأيدينا”.
تمكث “الفلافل” في الزيت المغلي لدقائق، قبل أن تخرج أقراصا دائرية، ظاهرها مقرمش
وداخلها عجين مطهو.
ورغم شهرة “الفلافل” الواسعة في مصر، والإقبال الكبير عليها، إلا إن نجمها يخفت
خلال شهر رمضان.
فرغم أنها تساعد، كما يقول مصريون، على مقاومة الإحساس بالجوع، إلا أنها تسبب
الشعور بالحموضة والعطش لمن يتناولها، وهو ما يجعل بعضهم يتجنب تناولها خلال هذا
الشهر، فيما يحن إليها آخرون في ليالي رمضان، فيقبلون عليها.
كما تشتهر “الفلافل” في الأماكن السياحية الأثرية، مثل الحسين وخان الخليلي
بالقاهرة القديمة، حيث يقبل عليها سياح، باعتبارها أكلة مصرية خالصة.
ورغم وجود “الفلافل” في بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) والعراق
والسعودية، وغيرها، إلا أنها تصنع في تلك الدول من الحمص والملح والكمون والفلفل،
وليس من “الفول” كما يحدث في مصر.
وبالنسبة للقيمة الغذائية لـ”الفلافل”، فهي تحتوي على البروتين النباتي (من الفول)،
لاسيما وأنها تؤكل مع السلطة الخضراء.
وغير معروف تحديدا العام الذي بدأت تحتل فيه “الفلافل” مكانا على المائدة المصرية،
ويتردد أنها معروفة منذ عصر قدماء المصريين (الفراعنة).