يعرفه زوار سيدنا الحسين الذين لا طاقة لهم
بالجلوس على المقاهى ذات الأسعار السياحية، فيكتفون بالجلوس على أعتابه أو يفترشون
أرصفته، ويمر عليهم "متولى" بصينيته المحملة بأطباق الحلويات، والتى يحملها فوق
رأسه ويدور بها فى كافة أرجاء ميدان الحسين بحثا عن زبون يريد أن "يحلى بوقه" بطبق
من العاشوراء أو الأرز باللبن أو طبق القمر الدين بجوز الهند والزبيب الذى يشتهر به
فى رمضان.
ساعات عمل "محمد متولى" تبدأ فى المعتاد فى الخامسة، ولكنه فى رمضان ينتظر حتى يفطر
مع أسرته، قبل أن يثبت صينية الحلو فوق رأسه بخرقة قماش، ويستعين على "الشقا" بالله
فى روتين لم يتغير منذ 10 سنوات، كما يحكى لـ "اليوم السابع": "قبل ما اتجوز كنت
أرزقى مش مستقر على شغلانة ثابتة، بس بعد ما فتحت بيت وبقى عليا مسئولية قررت أركز
فى شغلانة واحدة، ومراتى هى اللى اقترحتها عليا، عشان نفسها حلو فى الحلويات، وبقت
هى تسوى العاشور والأرز بلبن، وأنا أنزل ألف بيهم على زوار سيدنا الحسين، عشان قريب
من بيتنا فى حى الجمالية وزواره كتير".
أما عن طقوس رمضان المميزة عن بقية أيام السنة، فيقول عنها: "رمضان له شغل مختلف
وكميات غير اللى بنزل بيها فى الأيام العادية، عشان كده بشتغل أنا ومراتى عشان نزود
الكميات، ونخزنها فى التلاجة يوما بيومه، وكل ما بخلص الأطباق اللى على الصينية
بطلع البيت أخد من اللى حفظناه فى التلاجة، وأنزل تانى، والحمد لله ربنا بيكرمنا
ببركة الشهر الكريم، وبيفتحها عليا عشان أشترى لبس العيد للبنات وأمهم وش السعد".
بعدة جنيهات يمكن لرب الأسرة الفقيرة، أن يشترى لأبنائه أطباق الحلو الرمضانية من
صينية "متولى"، والتى لا يزيد سعر الطبق فيها عن جنيه أو اثنين على الأكثر.