شحذ آلته الحادة المسماة “تمسكرت”، وأخذ
بعض الأكياس البلاستيكية الكبيرة وركب دابته وتوجه نحو حقله .. هذا مشهد يتكرر
عشرات المرات في مدينة زاكورة (جنوب شرقي المغرب) في هذه الفترة التي يجني فيها
فلاحو المنطقة التمور.
“بوستحمي” نوع من التمر المغربي، يوجد بكثرة في مدينة زاكورة، غالبا ما يوجه نحو
الاستهلاك المحلي لأبناء العائلة، عكس أنواع “الجيهل” و”المجهول” و”الفقوس″ التي
توجه نحو الأسواق.
ولسكان زاكورة، طرق تقليدية خاصة لجني هذا النوع من التمر، وتخزينه بشكل يحفظه من
الضياع لسنتين أو أكثر.
يقول العربي التزرني، فلاح يملك نخيل “بوستحمي”، للأناضول: “أحرص على عدم بيع هذا
النوع من التمر: أولا لثمنه الزهيد، وثانيا لمذاقه اللذيذ”.
افترش التزرني قطعا بلاستيكية حول النخلة، وأخذ آلته الحادة “تمسكرت” وتسلق
جذع النخلة إلى أن أمسك بجريدها، أزال بعض الأشواك، وتسلق نحو عراجين التمر، ثم أخذ
في قطعها واحدا واحدا وإنزالها برفق.
ويضيف التزرني قائلا: “هذا النوع من التمر لا يمكن رمي عرجونه من فوق الشجرة لأن من
شأن ذلك أن يعرض التمر للضرر”.
واسترسل، وهو يزيل التمر من العراجين: “بعد إنزال العرجون ننزع التمر عنه، ثم نشرع
في تنقيته من العيدان والتمور الفاسدة”.
بعد هذه العملية، يشرح التزرني “تأتي عملية غسل التمر، ثم تركه ليجف قليلا، بعدها
تتم تعبئته في أكياس بلاستيكية ثم تغلق بإحكام، ثم توضع فوق بعضها”.
وعملية تعبئة التمر في الأكياس البلاستيكية، يصاحبها رش التمر بأحد التوابل،
“الكمون”، وهو ما يعطي التمر مذاقا خاصا، بحسب هذا الفلاح، الذي يكشف للأناضول، أن
ما يجعل التمر يظل صالحا في هذه الأكياس لمدة طويلة رغم الحرارة الشديدة التي
تعرفها مدينة زاكورة هو خلو هذه الأكياس من الهواء، مؤكدا أن أي كيس مثقوب سيتعرض
تمره إلى التلف.
من جانبه، قال عبد الرحمان بن الشيخ، فلاح يملك هو الآخر نخيلا من نوع بوستحمي،
للأناضول إن له طريقته الخاصة في تخزين التمر، لا تختلف كثيرا عن طريقة زملائه من
الفلاحين، إذ يضع التمر داخل علب بلاستيكية ثم يعبئ كل أربعة علب داخل كيس
بلاستيكي.
وأضاف بن الشيخ أن “نوع بوستحمي نادرا ما يوجه نحو أسواق المدن الكبرى، بل
إنه يستهلك محليا”، مضيفا أن “نخلة بوستحمي من النخيل الأحمر الذي لا يصيبه مرض
البيوض” الذي يتسبب في تيبيس النخلة، وجفافاً للعسفات السفلى للنخلة، الأمر
الذي ينتج عنه موتها.
وتقدر المساحة المزروعة بنخيل التمور بالمغرب، بحوالي 500 ألف هكتار، ويبلغ عدد
هذا النخيل 5.4 مليون وحدة، الأمر الذي يجعل البلد تحتل المرتبة السابعة عالميا،
بحسب وزارة الفلاحة المغربية.
(الاناضول)