تُعَد محافظة "توزر" جنوب غربي
تونس رمزاً للسياحة الصحراوية ويطلق عليها عروس الصحراء وتتميز بكثرة واحات النخيل
والآثار والرسوم المنقوشة على الصخور، وزادت شهرتها بشاعرها المعروف محلياً وعربياً
أبو القاسم الشابي.
يحدثك الزائر الى مدينة توزر عروس الجديد التونسي عن كرم اهلها الفطري وطيب مناخها
المعتدل على مدار السنة واجوائها المشبعة بالبساطة والاصالة، تحملك واحاتها الغنّاء
وظلال نخيلها الوارف في رحلة نحو الطبيعة البكر متذوقاً جودة تمورها التي تعد علامة
مسجلة في كل انحاء العالم والمعروفة باسم "دبلة النور"، مقومات جعلت من المكان
عاصمة استقطاب للباحثين عن مغامرة سياحية بديلة.
وقال كمال المرزوقي ناشط في قطاع السياحة بتوزر لمراسلنا: ان اكثر ما يميز مدينة
توزر هو طقسها المعتدل والجميل جداً التي تتمتع به على مدار السنة، ما يجعلها محل
استقطاب السياح الاجانب كالالمان او الفرنسيين.
ولا يكتمل الحديث عن توزر دون ان تعرّج على سيرة شاعر الخضراء ابي القاسم الشامي
الذي ابصر النور بين هذه الربوع، حيث تستقطبك حالة من الوقار التي تجلل ضريح صاحب
ديوان "اغاني الحياة" والذي رسخ بروحه التواقة للجمال، ورقة عباراته ورهافة مشاعره
ميراثاً ادبياً خالداً.
وقال الشاذلي الساكر أديب وشاعر تونسي لمراسلنا: ان ابي القاسم الشابي ملأ الدنيا
وشغل مجموعة كبيرة المثقفين في انحاء العالم على اساس ان كتاباته الشعرية والنثرية
تمت ترجمتها مؤخراً الى اكثر من عشرة لغات.
"اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد وان يستجيب القدر" هكذا ترجم الشاب احساسه
الوطني وثورة شعبه التواق الى الحرية لتتحول كلماته الى رمز وطني وانساني.
واكد بدر الدين الشعباني مدير روضة أبو القاسم في حديث لمراسلنا، ان هناك تفكير في
انشاء مركز ثقافي يعنى بكتابات الشاب، وغيرها كذلك بالدراسات والمقاربات الفكرية.
"سأعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشّماء، ارنو الى الشمس المضيئة
هازءاً بالسحب والامطار والانواء" كلمات جسدت فلسفة القوة والامل والحياة في شعر
ابي القاسم الشامي، لتتحول مع الزمن الى نبراس لكل الشعوب التواقة الى الوطن والى
الحرية.
العالم