موجة من الرسائل الهاتفية القصيرة، ذات
طابع ديني، تغزو، خلال شهر رمضان لهذا العام، هواتف مسلمي بنين، لتربطهم بإخوانهم
في شتى أرجاء العالم، مذكّرة إياهم بقصص الأنبياء وسير الصحابة وتعاليم الدين وسلوك
المسلم، خلال الشهر الكريم.
الرسائل الهاتفية عبارة عن نصوص من قبيل: “حين يأتي شهر رمضان، دعوا هلال الشهر
ينير طريقكم ويرشدكم إلى الطريق المستقيم، مع الخدمة الإسلامية. استمعوا إلى
الحكايات و الخطب، اضغطوا على الزر 1 للاشتراك”.
غاربا محمدو كابيرو إمام مسجد ساحة بلغاريا في قلب كوتونو، العاصمة الاقتصادية
لبنين، قال للأناضول، معقبا عن الموضوع: “لقد تلقينا عددا كبيرا من الإرساليات
الهاتفية القصيرة في رمضان هذا العام، فحواها ديني وروحي”، ذلك أنّ خدمات
الإرساليات الهاتفية القصيرة التابعة لمشغلي الهواتف الجوالة في بنين، أضحت الوسيلة
المفضلة للمسؤولين الحكوميين والسياسيين والمؤسسات، وحتى المواطنين العاديين،
للاقتراب من المتلقي و إظهار الدعم لمسلمي البلاد الذين يمثلون 24.4 % من السكان،
بحسب بيانات رسمية.
وكانت رسالة الرئيس البنيني توماس بوني يايي الهاتفية القصيرة، أولى الرسائل التي
أعطت شارة الانطلاق لغزوة الإرساليات القصيرة، وقد هنأ من خلالها الشعب البنيني
بحلول شهر رمضان، قائلا: “في شهر رمضان الكريم، يعرب الرئيس توماس بوني يايي عن
تضامنه وحبه الكبير للشعب البنيني، دمتم في رعاية الله”.
الحاج بوكاري متوكل، إمام مسجد المدينة 2 بمنطقة أغوري بلاتو (كوتونو)، ونائب رئيس
جمعية أئمة الإقليم الأطلنطي، أعرب، من جانبه، عن ابتهاجه بهذه البادرة، قائلا:
“لقد عودنا رئيس البلاد بهذه الروح التضامنية، وهو لا يقوم بذلك لفائدة المسلمين
فحسب، بل لمختلف الاتجاهات الدينية بالبلاد خلال المناسبات، غير أن ما فاجأنا هذا
العام هو اهتمام جميع الأطراف الأخرى بنا ومرافقتنا عبر الإرساليات القصيرة التي
تلقيناها في شهر رمضان لهذا العام”.
الإرساليات الهاتفية القصيرة تدفّقت من عدة جهات، وأبرزها تلك الواردة من فرناند
أموسو، أحد جنرالات الجيش والمرشح المعلن للانتخابات الرئاسية في 2016، وقد جاء في
إرساليته ما يلي: “يعرب الجنرال فرناند أموسو عن تضامنه ويدعوكم إلى الصبر
والمثابرة خلال شهر الصيام”.
مشغل هاتفي آخر بالبلاد، بعث لجميع مشتركيه إرسالية قصيرة يدعوهم من خلالها إلى
الإشتراك في “البوابة الإسلامية” بمناسبة شهر رمضان الكريم، ليجد من يدفعه الفضول
للاتصال بهذا الرقم، شتى أنواع القصص والخطب الدينية.
أما شفير، وهو إمام في أحد مساجد منطقة أبومي كالفي بكوتونو، فقد عبر عن سروره بهذه
المبادرة الطيبة التي يقدمها المشغل الهاتفي، وقال إنها تمكن من مرافقة الصائم خلال
شهر رمضان عبر توفير توجيهات دينية، غير أنه يعيب على مشغلي الهاتف الجوال تقديم
هذه الخدمات بمقابل مادي، 25 فرنك إفريقي (0.04 دولار) للاتصال الواحد.
ومع ذلك، يجمع الصائمون في بنين، على أنّ لرمضان لهذا العام وقع خاص جدا، بما أنه
ينبض على إيقاع إرساليات قصيرة تمنح الكثير من الدعم النفسي والإحساس بالتضامن خلال
الشهر الكريم.