في الوقت الذي يستعد فيه
المصريون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك الذي يصادف هذا العام يوم الجمعة، 26 تشرين
الأول/أكتوبر، يجدون أنفسهم منقسمين بشأنه.
فبينما يصر البعض على الحفاظ على تقاليد العيد التي توارثوها عبر الأجيال، يفضّل
الشباب إيجاد طرق بديلة للاحتفال به.
"رغم بساطتها، أيامنا كانت أحلى"، بهذه الكلمات لخص علي حلاوة ،47 عاما، الفرق بين
أيام عيد الأضحى عندما كان صغيرا واليوم، قائلا "فالألفة بين الناس والتواصل
الاجتماعي بين الأسر كانا العنوان الأبرز للأعياد قديما بينما الآن حلت مكانها ضغوط
الحياة اليومية والانشغال بلقمة العيش والاتجاه إلى مواقع التواصل الاجتماعي
والتقنيات الحديثة لتبادل التهاني بالعيد".
وحلاوة، وهو صاحب مهنة حرة وأب لثلاثة أبناء، قال إنه نشأ في القاهرة مع عائلته
ولكن كان من الواجب قضاء الأيام الأولى من العيد مع أهل الوالد في محافظة الشرقية.
ويضيف "كان الترفيه حينها محصورا بشراء الثياب الجديدة والألعاب، وبعض النزهات
بالمراكب في النيل وركب الحنطور الذي يجره الفرس أو الحمار بالإضافة إلى ترديد
أغاني العيد".
ورغم أن الكثير من العادات تغير، إلا أن حلاوة يواظب على تقديم الأضاحي صبيحة العيد
والتي يتم تقسيمها بالتساوي بينه وبين أهله والفقراء.
كذلك، يقول إنه يحرص على أن تجتمع العائلة في منزله كونه الأكبر من بين إخوته، حيث
يذهب الجميع إلى صلاة العيد معا ويعودون لتناول الفطار كالفتة والمومبار والكبدة.
أما وجبة الغذاء فتحتوي في الأساس على اللحوم المشوية على الفحم، خاصة في اليومين
الأولين من العيد، في حين الأسماك المملوحة تشكل وجبة اليوم الثالث.
الشباب يحتفلون بالعيد بطريقة مختلفة
وعن أولاده، يقول حلاوة "إن احتفالهم بالعيد مختلف تماما عن أيام زمان، فهم حاليا
يذهبون للملاهي الحديثة والسينما والكافيهات والمطاعم ولا سبيل أبدا لإلزامهم
بالجلسات والسهرات العائلية التي يرونها مملة جدا حسب تعبيرهم".
وبالفعل، يجد الشاب سيد عبد الكريم في زيارة الأقارب لمعايدتهم "تضييعا للوقت" على
حد وصفه.
ويقول للشرفة "لما سأضيّع وقتي بالتنقل بين الأقارب لمعايدتهم طالما أن رسائل
الموبايل والواتس اب والفايسبوك موجودة؟ فالإجازة أنا أحق بها بدلا من تضييعها في
زحمة السير الخانقة خلال أيام العيد".
ويؤكد عبد الكريم أنه يحرص على إرسال رسائل المعايدة إلى الجميع دون استثناء وأن
الأمر أصبح عادة لدى الشباب من جيله.
وعن برامج العيد الترفيهية، يقول "يتم التحضير لها جيدا مع الأصحاب، فنقوم باختيار
أحد الأفلام الجديدة المعروضة في دور السينما، بالإضافة إلى تحديد أماكن التنزه،
والسهر في أحد المطاعم التي تقدم برنامجا خاصا للعيد مع مطرب أو ’دي جي‘".
طقوس العيد التقليدية
من جانبها، تقول الحاجة يسرا محسن، 75 عاما، أم لخمسة أولاد، إن لعيد الأضحى نكهة
مميزة هذا العام بسبب ذهاب زوجها لأداء فريضة الحج.
وتقول للشرفة "قمت مع أولادي بتزيين المنزل من الخارج بالإنارة وسعف النخيل وصور
الكعبة والجمال".
وهذا التقليد هو تقليد شعبي منتشر في مصر لدى العائلات التي يذهب أحد أفرادها للحج،
وعند عودة الحاج يتم توزيع الهدايا التي يجلبها معه من مسابح وتذكارات وماء زمزم.
وتؤكد الحاجة محسن أنها تصر سنويا على أولادها الشباب المتزوجين أن يمضوا أول يوم
العيد في بيت العائلة، حيث تبدأ الطقوس باكرا بعيد الفجر لزيارة مقابر العائلة "وهي
عادة للأسف تخلى عنها الكثيرون من أبناء القاهرة"، حسب قولها.
وبعدها، يذهب الرجال إلى صلاة العيد وتقوم النساء بتحضير وجبة الفطور بعد أن يتسلمن
اللحوم من الجزار الذي ذبح لهن أضحية العيد. وبعد الإفطار، يقوم الأب والأولاد
الذكور بزيارة "العشم"، أي زيارة الأخوات البنات المتزوجات، ويقدمون لهن جزءا من
لحوم الأضاحي.