تحت رئاسة الشيخ بكار بن بكار،أحيت جماعة الشيعة مساء الجمعة 17 ذي الحجة 1433 هـ، ذكرى عيد الغدير الاغر في مقاطعة الميناء بنواكشوط.
حضر التظاهرة بالإضافة الى عدد من المتشيعين الجدد بعض الشخصيات الكبيرة غير متشيعين و لكنهم يصفون انفسهم بمحبي النبي و آل بيته الأطهار عليهم السلام، و ذلك بصفتهم ضيوف شرف.
بعد قراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، تحدث الشيخ بكار فحمد الله و اثنى عليه ثم رحب بالحضور خاصة الإخوة من أهل السنة على انفتاح صدورهم و تقبلهم للرأي الآخر، و قال ان بهذه الطريقة يمكننا الحفاظ على اللحمة و تقوية وحدة المسلمين.
كما شكر الشيخ الاخوة الذين تحملوا تكاليف التظاهرة، و طالب من اعضاء الجماعة حذو حذوهم، و ان الفرصة قادمة بإحياء عاشوراء مطالبا الجميع بمضاعفة العمل واحتساب ذلك الأجر عند الله بالفوز في الدنيا والمغفرة في الآخرة.
بعد ذلك استمع الحضور الى محاضرة حول الحدث التاريخي ليوم الغدير، ومدى أهميته عند الشيعة وكيفية إحيائه و توظيف المناسبة دينيا ودنيويا، كما تناول المحاضر كذلك قصة الغدير من جميع الروايات السنية منها و الشيعية، مبرزا الدور التاريخي لأمير المؤمنين عليه السلام في انتصارات الاسلام، فلم تكن غزوة قادها رسول الله (ص) إلا و تم الانتصار بسيف علي، امثال بدر الكبرى، و أحد و الخندق و خيبر و حنين، مبينا الشواهد في القرآن و في السنة. وصف المحاضر المشهد يوم غدير خم عندما امر الرسول الاكرم باستدعاء الحجاج المرافقين له في العودة من حجة الوداع و كان عددهم يناهز التسعين الف، فقام فيهم صل الله عليه و آله خطيبا، و مما قال: ألست النبي محمد و النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : بلى! فاخذ بيد علي و رفعها، و قال: هذا علي أخي و وصيي. من كنت مولاه فهذا علي مولاه (ثلاث مرات)، اللهم والي من والاه و انصر من نصره و اخذل من خذله. ألا هل بلغت؟ الا هل بلغت؟ قالوا: بلى! فتقدم عمر بن الخطاب و قال : هنيئا لك بها يا ابا الحسن، مد يدك ابايعك. فبايعه الناس جميعا قبل ان يتفرق الحجاج.
المحاضرة الثانية تناولت موضوع التحريف في كتب التاريخ الذي تعرضت له قصة غدير خم. ذكر المحاضر عدة كتب لاهل السنة جاءت فيها بصفة مفصلة مثل سنن ابن اسحاق و سيرة ابن هشام و تاريخ الطبري، لكنه اشار الى ان بعض الطبعات الحالية لهذه الكتب إما ان تخفا منها القصة كاملة ، و إما يذكر القليل منها و يوضع ذلك القليل في محل "الروايات الغير ثابتة". على سبيل المثال، في كتابه للتاريخ ذكر الطبري كل الرواية و بالتفاصيل، و لكنه في تفسيره، و عند اسباب نزول الآية: "اليوم اكملت لكم دينكم..." كتب المؤلف: قال رسول الله صل الله عليه و سلم: من كنت مولاه، كذا و كذا... يعني انه لم يذكر كلام الرسول (ص)، و إنما اكتفى بكلمة : كذا و كذا.
تخلل الحفل بعض الأناشيد تخلد الذكرى و توفير الأكل و الشراب و الشاي اللائق على الحضور، قبل ان يختتم بالدعاء و التضرع لله، داعين للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الشفاء العاجل و عودة ميمونة لممارسة مهامه و للبلد الامن و الاستقرار و النمو و الازدهار.