نأت جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا، الأحد، بنفسها عن المواجهات المسلّحة التي شهدتها مدينة بنغازي خلال الأيام الماضية، مشيرة الى أن منهجها يتمثل في دعم الاستقرار ورفض انتهاج العنف.
وقالت الجماعة في بيان لها "نحن نتوجه إلى كل من يتجرّأ ويبادر باستخدام العنف لنذكره بحرمة الدماء وبكرامة النفس الإنسانية التي حرّم الله عز وجل قتلها إلا بالحق"، محذّرة من مغبّة تلك الأفعال.
وأعربت عن قلقلها بشأن ما شهدته مدينة بنغازي من اعتداءات عنيفة على مراكز الشرطة ومديرية الأمن بالمدينة، واعتبرت "التساهل في سفك الدم جريمة توجب العقاب في الدنيا ويوم الحساب"، مشيرة الى أن منهجها الراسخ يتمثل في دعم الاستقرار ورفض انتهاج العنف في سبيل تسوية الخلافات أو تحقيق المطالب.
وشدد الاخوان المسلمون في بيانهم على أن "المرحلة الحالية في ليبيا حساسة تتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات"، معتبرين أن "السيادة في ليبيا الجديدة للقانون، ومن خلاله فقط تعالج كل التجاوزات والجرائم والانتهاكات".
وطالبت الجماعة الحكومة بـ"ضرورة استكمال بناء المؤسسة الأمنية على أسس جديدة لصيانة هيبة الدولة واستكمال التحقيقات وكشف المتسببين في هذه الأحداث الدامية وإحالتهم إلى القضاء بأسرع ما يمكن لنيل الجزاء العادل".
يشار إلى أن مدينة بنغازي (1000 كلم شرق العاصمة) شهدت على مدى الشهور الماضية سلسلة عمليات تفجيرات استهدفت مراكز أمنية واغتيالات لعدد من كبار ضباط الجيش والأمن، كان من بينها اغتيال مدير أمن المدينة نفسه العقيد فرج الدرسي .
ووقع آخر هجوم مسلّح يوم الخميس الماضي على مديرية الأمن في بنغازي، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين بجروح.
يذكر أن المشتبه فيه عمر الفزاني، الذي قبض عليه وبحوزته أسلحة ومتفجرات، اعترف خلال التحقيق معه في بنغازي بأن مجموعة إسلامية مسلّحة هي وراء التفجيرات والاغتيالات التي جرت في المدينة، غير أنه تراجع عن اعترافاته بعد نقله الى العاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن اعترفاته السابقة جاءت تحت التعذيب.
القدس العربي