تعتزم بلدية مقديشو تنفيذ مشاريع تنموية ضخمة تهدف إلى إعادة تأهيل أحياء العاصمة الستة عشر وتعزيز قدرات السلطات المحلية.
وأوضح الناطق الرسمي باسم بلدية مقديشو محمد يوسف، بأنه سيتم تنفيذ أعمال إعادة الأعمار ضمن مشروع "دان غود" (أي المصلحة العامة)، الذي تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بمبلغ 9.6 مليون دولار، ويدخل ضمن خطة إدارة بنادير الاستراتيجية لعام 2013.
وقال، "يعتبر هذا المشروع جزءا من خطة كبيرة وضعتها الإدارة لإصلاح البنية التحتية في المدينة. وقد تم تخصيص 606 ألف دولار لكل حي من الأحياء الستة عشر التي تتألف منها مقديشو، وذلك بهدف إصلاح البنية التحتية فيها كي تتحول إلى مدينة عصرية يمكن أن تنافس العواصم الأخرى".
وتهدف هذه المشاريع إلى إعادة إحياء العاصمة مقديشو التي أرهقها القتال على مدى عقدين من الزمن ونزع عنها ملامح الحياة بمختلف أوجهها. لكن بعد طرد حركة الشباب وعناصرها من المدينة في آب/أغسطس 2011، عملت الحكومة على إعادة بناء ما تهدم لتعيد إلى المدينة مجدها الغابر.
ووفقا ليوسف، ستنفذ المرحلة الأولى من هذا المشروع في ثمانية أحياء، وهي ياقشيد وضاركينلي ووابيري وحامار ججب ووارتا نابادا (المعروفة سابقا بـ وارضغلي) وهيليوا وبونضيري وداينيلي.
ويشمل هذا المشروع أيضا إعادة تأهيل بعض الملاعب الرياضية في أحياء العاصمة وكذلك إنارة الشوارع الرئيسية. وفي هذا السياق قال يوسف، "إن إعادة تأهيل الملاعب خطوة مهمةلإعادة إحياء الأنشطة الرياضية وتشجيع الشبان على الانخراط في الأنشطة الرياضية والابتعاد عن العنف، كما أن إنارة الشوارع من شأنه أن يعزز السلامة العامة والأمن وأنشطة السكان الإجتماعية".
وفي هذا الإطار، قدمت حتى الأن 130 شركة بناء عروضها، وسيتم اختيار ثمانية منها فقط وفقا لخبراتهم في الهندسة المعمارية ومشاريع البناء ومجال التخطيط وإدارة مشاريع البنية التحتية.
من جانبه، قال مدير منطقة هودان، عبدي محمد، بأنه يتطلع إلى تنفيذ هذه المشاريع، حيث أجبر الدمار الذي تسببت به الحرب فريقه إلى العمل في غرف مستأجرة. وأضاف، "لا نملك أحيانا المال الكافي لندفع بشكل منتظم إيجار الغرف".
وتابع بأن "مشروع دان غود يعطينا الأمل في إعادة تأهيل مكاتبنا والعمل من أجل العودة إلى تقديم الخدمات الأساسية لمجتمعنا".
وأعرب محمد عن شكره وتقديره لكل من ساهم ويساهم في إعادة إعمار المقاطعة، وبخاصة الجهات التي تقدم الدعم المادي للبلدية لتنفيذ العديد من المشاريع الخدماتية والإنمائية في مختلف المجالات الصحية والبيئية والعمرانية.
من جانبه، اعتبر علي عبد الله، وهو أستاذ مادة الاقتصاد في جامعة الجزيرة بمقديشو، إن المشاريع الإنمائية التي تعتزم بلدية مقديشو تنفيذها هي الأضخم في جهود إعادة إعمار العاصمة والتي جرت مؤخرا.
وقال عبدالله لـصباحي، "إن مشروع دان غود الذي تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سيكون المشروع الأكثر طموحا الذي ينفذ في مقديشو حتى الأن. وسيساهم هذا المشروع في خلق فرص عمل كثيرة، كما سيعزز الاستقرار في المدينة".
وأضاف، "إنه مشروع رائع من شأنه أن يساعد مدينة مقديشو على النهوض من تحت الرماد". وأكد عبدالله بأن "هناك الآن بوادر أمل بأن مقديشو في طريقها لاستعادة مجدها الغابر بعد أكثر من 20 عاما من الصراع والفوضى".
الصباحي