اختارت نادية ياسين، القيادية بجماعة العدل والاحسان المغربية، الخروج عن صمتها، شعرا وعبر موقع الجماعة على الشبكة العنكبوتية، بعد ان تزايدت التساؤلات حول غيابها منذ عدة اسابيع والذي كان حدثا كما كان حضورها دائما حدثا.
والتزمت نادية ياسين كريمة الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والاحسان الراحل اقوى التيارات والجماعات ذات المرجعية الاسلامية بالمغرب، الصمت قبل أن يتوفي والدها منذ أسبوعين ولم يصدر عنها أي تصريح بعد الوفاة ولم يحضر بالاعلام الا غيابها وقراءة هذا الغياب وما اساله من تساؤلات وتفسيرات حول خلافات تعرفها الجماعة بشأن قيادتها الجديدة.
وكانت نادية ياسين قد ردت على برقية تعزية بوالدها ارسلها لها الامير مولاي هشام العلوي ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس، دون ان يرسل تعازي مماثلة للعائلة او الجماعة شبه المحظورة ولوحظ ان موقع الجماعة لم ينشر برقية الامير ولا رد نادية ياسين كما غابت عن حفل تأبين والدها الذي نظمه في الدار البيضاء اول امس السبت القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان الذي كانت تترأسه.
ورثت نادية ياسين والدها شعرا بقصيدة حملت عنوان "رثاء السلام أو رثاء أب ليس ككل الآباء" نشر السبت على موقع الجماعة الالكتروني جاء في التقديم "هذا الرثاء كلمات صادقة، وإن كانت لا تنضبط لمعايير الصنعة الشعرية، فهي مستلهمة من رثاء بهاء الدين زهير لابنه وهي نابعة من قلب مكلوم على فراق أب ليس ككل الآباء".
وكانت نادية ياسين وجها اعلاميا بارزا ومحترما للجماعة ولعب اتقانها اللغة الفرنسية والعربية وقدرتها على تطويع اللغتين الى حضرها الدائم بالاعلام كما شكلت جرأتها في طرح المواقف نقطة ملاحقة قضائية لا زالت ابرزها ما قالت به من تفضيلها الجمهورية بدلا للملكية للنظام السياسي بالمغرب، التي لم يغلق ملفها قضائيا حتى الان.
وبدأت التساؤلات تطرح بكثافة حول موقع نادية ياسين بالجماعة، بعد غيابها عن الندوة الصحافية التي عقدها مجلس الارشاد الاسبوع الماضي واعلن فيها الشيخ محمد العبادي امينا عاما للجماعة وفتح الله ارسلان نائبا له.
اذ كان لافتا الغياب الكلي لأفراد عائلة الشيخ ياسين، اذ بالاضافة لغياب نادية ياسين غاب ايضا زوجها عبد الله الشيباني عضو مجلس ارشاد الجماعة ومنير الركراكي صهر ياسين، رغم مكانتهم الرمزية، ودورهم داخل الجماعة في عهد مؤسسها.
وفسر فتح الله أرسلان هذا الغياب بأن الكثير من القياديين في الجماعة لم يحضروا، مؤكدا أنه "لا يوجد أي إقصاء لنادية ياسين ولا لزوجها عبد الله الشيباني" دون ان ينفي ان "هناك آراء مختلفة داخل الجماعة وهناك تنوع ونحن لسنا على نمط واحد أو شكل واحد، والأساس هو التداول في الرأي والحسم للمؤسسات".
واعتبر المراقبون وجود عائلة عبد السلام ياسين خارج ترتيبات خلافة الشيخ، واحدة من مشكلات الجماعة، التي واجهتها الجماعة بعد وفاة مؤسسها والذي تمسك مجلس شورى الجماعة بمنحه لقب "المرشد العام" واضفى عليه وصف "الامام المجدد".
وقال أرسلان، أن ما يروج من خلافات في الصحافة ليس صحيحا، وأن الجماعة بحجمها والحيوية التي تعيشها تعرف حضور الرأي والرأي الآخر في جو من الحرية، وان هذا لا يلغي بالمقابل وجود مؤسسات وقوانين تضبط تلك الحرية.
من جهته نفى عبد الله الشيباني زوج نادية ياسين، عضو مجلس ارشاد الجماعة وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية وجود أي خلاف داخل صفوف قيادة الجماعة بعد وفاة مرشدها، وقال "تساءل بعض الصحافيين عن عدم حضوري للندوة الصحفية وعدم حضور ندية، إيحاء منهم على أنه تعبير عن موقف أو عن تنازع العائلة الكريمة مع القيادة على القيادة. عبرت أكثر من مرة عن أن الترشيح للقيادة/الخدمة في جماعتنا يبنى على القدرة والاستعداد والكفاءة والصدق في العمل والبذل لا على الأنساب والزبونية".
وأكد الشيباني، في صفحته على "فيسبوك"، أنه حضر مجلس الشورى للجماعة الذي اجتمع بمقر الجماعة بمدينة سلا ما بين 21 و 23 كانون الاول (ديسمبر)، لإنتخاب القيادة الجديدة للتنظيم السياسي، وقال حضرت مجلس الشورى رفقة إخواني وأخواتي أعضاء الأمانة العامة للدائرة السياسية بهذه الصفة وشاركنا في انتخاب الأمين العام للجماعة والحمد لله".
وأضاف "نحمد الله تعالى على التوفيق الذي حبى به مسيرة جماعتنا المباركة دائما ونشكره على تيسير هذا الانتقال بالخصوص".
وقال الشيباني إن مواقع أعضاء العائلة في التنظيم تتحدد حسب عملهم وقدرتهم واستعدادهم وكفاءتهم وبذلهم، "نعم لهم فضل الانتماء لبيت المرشد رحمه الله ونوره وبركته وأجره، ولهم فضل الخدمة والسند للجماعة الذي يعرفه الإخوان ويقدرونه ويصونونه. فالحمد لله على فضله ونسأله المزيد من أفضاله".
القدس العربي