أعلنت فرنسا أن عمليتها العسكرية ضد المسلحين شمالي مالي ستستمر ما دامت هناك حاجةٌ لذلك فيما اعلن مسؤول اميركي أن بلاده تفكر في تقديمِ الدعم عبر مساعدة لوجستية واستخباراتية وجوية.
بهذا الصدد قال الخبير المصري في الشؤون الافريقية الدكتور عطية العيسوي في حديث مع قناة العالم صباح السبت ان من ابرز الخلفيات وراء التدخل العسكري الفرنسي – الاميركي في مالي هو ما اعلنه المتردون من انه لابد من رحيل القوات الاجنبية كلها من مالي ماعدا قوات حفظ السلام الافريقية كشرط للاتفاق مع الحكومة على حل سلمي للازمة .
واضاف ان فرنسا رأت هنا ان مصالحها ستتعرض للخطر وستظطر الى سحب قواتها اذا تمت الاستجابة لمثل هذا الشرط ، وكذلك الامر بالنسبة للولايات المتحدة التي تعتبر الوجود العسكري الفرنسي هناك حماية للمصالح الاميركية والمصالح الغربية بوجه عام في مالي والنيجر وغيرها من الدول الافريقية التي تشكل اهمية كبيرة من حيث المعادن الاستراتيجية مثل اليورانيوم والثمينة مثل الذهب والماس ، فضلا عن الخوف من تهديد المصالح الغربية في الدول المجاورة والانظمة الحاكمة الموالية للغرب فيما اذا سيطر الاسلاميون في مالي .
واكد العيسوي ان توريد المسلحين الى مالي شكل مقدمة لتذرع فرنسا والولايات المتحدة بالتدخل في هذا البلد ، لاسيما وان المتمردين اغترّوا بقوتهم وعجز الجيش المالي عن مواجهتهم فبدئوا يتقدمون نحو الجنوب ولم يعودوا يكتفون بالسيطرة على الشمال الذي يمثل ثلثي مساحة البلاد .
واضاف ان المتمردين بتقدمهم نحو الوسط والجنوب باتوا يهددون مدنا وبلدات لا تبعد كثيرا عن العاصمة باماكو وبالتالي رأت فرنسا والولايات المتحدة ودول افريقية انه لو سمح للمتمردين بالتقدم ولم يتم ردعهم فسوف يغريهم ذلك بالتقدم نحو العاصمة وبالتالي فرض الامر الواقع واسقاط نظام الحكم الموالي للغرب .
وحول ما اذا كان التخل العسكري الفرنسي والاميركي في مالي مقدمة لغزو القارة السمراء بهدف نهب ثرواتها قال خبير الشؤون الافريقية ان ثروات هذه الدول تُنهب فعلا من قبل الغرب ، وكل ما في الامر ان الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة تحاول الحفاظ على انظمة الحكم الموالية لها في تلك الدول لضمان استمرار عمليات النهب التي تجري من خلال الشركات الغربية والشركات المتعددة الجنسيات التي تستخرج الفحم والبترول واليورانيوم والذهب والماس وغيرها من الثروات الاستراتيجية الموجودة في افريقيا بوفرة .
العالم