دعا الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا ترواري، الشعب المالي إلى "التعبئة العامة"، متوعدا المجموعات المسلحة ب"رد قاس وواسع"، وذلك بعيد قيام الجيش المالي بشن هجوم على هذه المجموعات مدعوما بإسناد فرنسي وإفريقي.
وقال تراوري في خطاب موجه إلى الشعب المالي بثه التلفزيون الرسمي، "بصفتي رئيسا للجمهورية بالوكالة وقائدا أعلى للقوات المسلحة وإزاء التطورات الأخيرة على صعيد العمليات العسكرية ليس أمامي من خيار سوى إعلان التعبئة العامة حول جيش مالي العظيم للتصدي" لزحف المسلحين الإسلاميين "حتى وإن اقتضى ذلك التضحية بالنفس"، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس المالي بالوكالة "لقد قلت وأكرر أن الحرب ليست خيارنا لأن السلام ودائما السلام هو خيارنا؛ إلا أنهم يفرضون الحرب علينا وسنوجه ضربة قاسية وشاملة لأعدائنا".
واعتبر أن "الوضع على الجبهة تحت السيطرة بشكل عام"، مشيراً إلى أن "قواتنا المسلحة أبناء هذا البلد يدافعون عن الوطن المهدد"، على حد وصفه.
وكانت الحكومة المالية وخلال اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء قد أعلنت عن تطبيق حالة الطوارئ في عموم التراب الوطني، حيث بدأت دوريات أمنية تجوب شوارع العاصمة باماكو وبعض كبريات المدن عند ساعات المساء الأولى.
ميدانياً ،قال مسؤول في وزارة الدفاع في مالي وبعض السكان المحليين، إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على بلدة كونا، غير بعيد من مدينة سيفاري التي تضم المطار الوحيد في وسط البلاد، وذلك بعد هجوم مضاد بدعم فرنس وإفريقي.
وكانت الجماعات المسلحة قد تمكنت يوم الخميس من السيطرة على مدينة كونا، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش المالي، الذي تكبد خسائر كبيرة أرغمته على التراجع إلى سيفاري، آخر محطة في الطريق المؤدي إلى موبتي، حيث يتمركز الجيش المالي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أكد أن الجيش الفرنسي قصف الجماعات الإسلامية مساء الجمعة، وذلك بعد أن أعلن الرئيس فرانسوا هولاند عن انطلاق عملية عسكرية فرنسية في مالي، وهي العملية التي عبرت بريطانيا عن دعمها.
وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أصدر بيانا استنكر فيه التدخل الفرنسي، وتوعد فيه في حالة ما إذا استمر هذا التدخل؛ ويأتي هذا التهديد في وقت تحتجز الجماعات المسلحة في شمال مالي ثمانية رهائن فرنسيين.
العالم