أعلنت بوركينافاسو بشكل رسمي أنها سترسل كتيبة تتكون من 500 جندي إلى الأراضي المالية لمساندة الجيش الحكومي، الذي أعلن أنه تمكن بمساعدة فرنسية من قتل 100 مسلحا خلال مواجهاته مع الجماعات المسلحة المتشددة في المعارك الدائرة وسط البلاد.
وقال وزير الخارجية البوركيني جبريل باسوليه، في مؤتمر صحفي اليوم السبت، أن الرئيس البوركيني بليز كومباوري، الوسيط الإفريقي في الأزمة المالية، "أعطى تعليمات بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة بالشروع في التحضير لمشاركة بوركينافاسو في قوة التدخل الدولية في مالي".
وكانت بوركينافاسو هي الوسيط بين أطراف الأزمة في مالي، حيث كان من المنتظر أن تحتضن عاصمتها وغادوغو الخميس الماضي جولة جديدة من المفاوضات بين السلطات المالية والجماعات المسلحة، ولكن الأحداث الأخيرة تسببت في تأجيلها.
وقد اعتبرت بوركينافاسو أن الأحداث الجارية في وسط مالي بين الجيش الحكومي والحركة أنصار الدين "خرق" للاتفاق الذي وقعه الطرفان في وقت سابق بوغادوغو والذي يقضي بوقف الأعمال العدائية بينهما والشروع في المفاوضات.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قد أعلنت بدورها على لسان رئيسها الدوري الحسن واتارا، رئيس ساحل العاج، سماحها للقوة الإفريقية المشكلة من 3300 جندي بالدخول إلى الأراضي المالية من أجل مساندة الجيش الحكومي في مواجهة الجماعات المسلحة.
وفي سياق متصل أعلن الجيش المالي أن المعارك العنيفة التي شهدتها مدينة كونا، وسط البلاد، أسفرت عن مقتل "حوالي مائة" من المسلحين .
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في قيادة العمليات بمنطقة موبتي، التي تتبع لها كونا، قوله "لقد أوقعنا في صفوف المسلجين في كونا عشرات القتلى، بل حوالي مائة. نحن نسيطر على المدينة، كل المدينة"، وفق تعبيره.
وأكد مصدر أمني في المكان مقتل "43 مسلحا على الأقل" في المعارك التي شهدتها كونا، في حين قال أحد سكان المدينة "لقد رأيت عشرات الجثث"، مشيرا إلى أنها جثث لرجال يرتدون الزي البدوي ويغطون رؤوسهم بعمامات وليس بينهم من يرتدي زيا عسكريا.
وأكد شاهد عيان آخر أنه شاهد "24 جثة على الأقل" في أحد أحياء المدينة، مضيفا أن "الكثير من المنازل دمرت؛ الطائرات الفرنسية أطلقت النيران بغزارة".
العالم