تونس

Open in new windowتحتفل تونس اليوم الاثنين بالذكرى الثانية على فرار الرئيس زين العابدين بن على إلى السعودية، معلنا نجاح "ثورة الياسمين" التى فتحت الباب للربيع العربى لينتقل إلى مصر ومنها إلى اليمن وليبيا ويواجه حاليا تعثرا فى سوريا.

احتفال هذا العام يختلف عن العام الماضى بسبب حالة القلق التى تسيطر على الساحة السياسية التونسية بسبب أعمال العنف الاجتماعى التى شهدتها المدن التونسية طيلة العام الماضى، خاصة من أنصار التيارات السلفية، فضلا عن المأزق الذى يواجه واضعى الدستور التونسى، بالإضافة إلى وضعية الاقتصاد التى تتسم بالركود.

فسياسيا تواجه الحكومة الإسلامية فى تونس والتى يقودها حزب النهضة منذ أول انتخابات حرة فى 23 أكتوبر 2011، مأزقا سياسيا استتبعه الحديث مؤخرا عن أحداث تغيرات بداخلها ربما تظهر خلال أسبوع من الآن فى محاولة لاحتواء حالة الغضب التى تضرب الشارع التونسى من أداء الحكومة، والتى وصلت لرفقاء النهضة فى الترويكا الحاكمة: "المؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات".

وتحاول الحكومة من هذه التغييرات الحفاظ على أغلبيتها، خاصة أن تونس مقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية فى 23 يونيو 2013 والتى سيتم فيها انتخاب الرئيس بصورة مباشرة.

بالإضافة إلى ذلك فإن تونس شهدت بانتظام تحركات احتجاجية كانت أقواها التى انطلقت بداية ديسمبر الماضى فى مدينة سليانة، حيث أصيب 300 شخص بجروح وانتهت باستجابة الحكومة لمطالب المحتجين، وقامت بتغيير حاكم المدينة، إلى أن جاء أوضح تعبير عن الوضع السياسى المضطرب فى تونس فى 17 ديسمبر الماضى فى ذكرى بداية الانتفاضة على "بن على" فى سيدى بوزيد، حينما رشق أهالى المدينة الرئيس المؤقت، منصف المرزوقى ورئيس المجلس التأسيسى مصطفى بن جعفر بالحجارة أثناء الاحتفال.

هذه الاضطرابات التى توافقت مع دعوات لتنظيم مظاهرات حاشدة اليوم للتعبير عن رفض المعارضة لما أسموه "أسلمة مفاصل الدولة التونسية"، أدت إلى حالة من القلق تنتاب القيادات السياسية فى تونس مما سيحدث مستقبلا، وهو ما دعا راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة الإسلامى للتحذير مما ستؤول إليه الأوضاع هناك، قائلا: "لا نريد أن تتحول الثورة (التونسية) إلى فوضى لا نريد أن تكون تونس مثل الصومال"، معتبرا أن أعمال العنف "لا تشرف الثورة بل على العكس تهددها".

ورغم هذه الأحداث فإن الحكومة التونسية لم تتخل عن الاحتفال اليوم، حيث امتلأت العاصمة بالأعلام الوطنية وتم نصب خيام لأنشطة ثقافية تتعلق بالمناسبة، ووجهت الدعوات لضيوف من الخارج خاصة من مصر وليبيا لمشاركة التوانسة فى نجاح ثورة الياسمين، وعززت الحكومة من إجراءاتها الأمنية خشية ن حدوث هجمات من مجموعة مسلحة تم توقيف بعض عناصرها فى الأسابيع الأخيرة.

هذه العناصر المتشددة أصبحت هى الخطر الذى آرق تونس 2012، فوفقا لما نقلته الصحافة التونسية عن مصادر أمنية هناك، فإن هذه المجموعات تملك أسلحة وتشكل خطرا حقيقيا على تونس، ويؤكد تلك المخاطر أنه مؤخرا تمت مطاردة عناصر مسلحة لأكثر من عشرة أيام على الحدود مع الجزائر، وتم توقيف 16 شخصا يشتبه فى انتمائهم لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.

وزاد من تلك المخاطر ما قاله الرئيس التونسى المنصف المرزوقى مساء أمس الأول بأن المقاتلين الإسلاميين فى شمال مالى يشكلون خطرا على تونس التى تتحول إلى "ممر" لإرسال الأسلحة إليهم، وأشار المرزوقى فى مقابلة مع قناة "فرانس-24"، "إن الوضع فى مالى يشغلنا منذ البداية لأننا بدأنا نكتشف أن جهاديينا مزدوجون يقيمون علاقة مع هذه القوى الإرهابية، ويبدو أن تونس تتحول إلى ممر بين ليبيا وهذه المناطق" فى إشارة إلى شمال مالى.

بعيدا عن الوضع السياسى المضطرب، فإن الاقتصاد لم يختلف كثيرا، فالإحصائيات تشير إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى 17% من القادرين على العمل، كما تراجعت الاستثمارات الصناعية بنسبة 6% فى 2012 على المستوى الوطنى، وبنسبة 20 إلى 40% فى المناطق الغربية من البلاد التى كانت مهد الثورة، ويؤكد عدد من المراقبين للوضع التونسى الداخلى أن التجاذبات السياسية والفساد زادت من هشاشة الوضع الاقتصادى الحرج فى تونس.
اليوم السابع


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو