تحاول تقارير غربية إقناع دول المعمورة أن التدخل العسكري في مالي ودخول فرنسا مستنقع الساحل بإرسالها قوات عسكرية بعيدا عن الشرعية الأممية، أكثر من حتمية، لأن بعبع الجماعات المسلحة يهدد دول الجوار بامتلاكه لأسلحة متطورة، ومراكز للتدريب في شمال البلاد.
و قال مركز ”كواندر آندار الألماني” في دراسة نشرت قبل أيام قليلة من التدخل الفرنسي في مالي بناء على نداء استغاثة للقيادة المركزية في البلاد، إن ما يعرف بتنظيم قاعدة المغرب، وفقا لمصادرها بدأ في ”بناء تحصينات في الشمال المالي تؤهلها لبناء دفاعات في وجه أي تحرك معاد لها بالمنطقة، كما أن قدراتها تؤهلها حاليا لغزو دول الجوار كما هو الحال مع دولة موريتانيا”. وحسب الدراسة التي أصدرها المركز التابع للحزب الحاكم بألمانيا، تحت عنوان ”الأزمة في مالي الأسباب والمآلات والتأثيرات على المنطقة”، فإن الحركة الوطنية لتحرير الأزواد تلاشت نهائيا في شمال مالي، وحلت محلها أنصار الدين بقيادة إياد غالي، مؤكدة ”أن زعيم تنظيم أنصار الدين، غالي يحاول الانتقام من حركة الأزاود التي همشته، وأن استراتيجية أنصار الدين تذكر بطالبان في أفغانستان”. وحاولت الدراسة التأكيد على أن التدخل العسكري في مالي كان بالدرجة الأولى لحماية مالي بالنظر إلى أن أكثر من 50 جنرالا من الجيش المالي لم يعرفوا الحرب، واصفة إياه بالجيش البيروقراطي والضعيف التدريب والتجهيز”. وأضافت ذات الدراسة في حديثها عن أبرز أسباب انتشار السلاح بشمال مالي هو ”الخطأ الذي وصفته بالقاتل، حيث أن النيجر والتشاد فرضتا على الطوارق العائدين من ليبيا تسليم أسلحتهم لكن مالي لم تفعل، كما أن انتشار تهريب المخدرات كان عاملا آخر جعل المنطقة في عدم استقرار دائم”، مشيرة في ذات السياق، إلى أن الطائرة التي حطت في شمال مالي 2009 لما يسمى خطوط الكوكايين على مدرج أعد لها خصيصا في شمال البلاد، يؤكد ضعف الدولة المركزية، ناصحة في حديثها عن تجاوز الأزمة بالبلاد، باستغلال الطرق الصوفية للحماية من التطرف الديني.
فاطمة الزهراء حمادي
ألمانيا ترافع لحل سلمي والإيكواس تبدأ الانتشار
إقليم الأزواد تحت نيران القصف الفرنسي
واصلت الطائرات الفرنسية قصف مواقع المسلحين في مالي لليوم الثالث على التوالي، فيما أفيد عن مقتل مسؤول كبير في جماعة ”أنصار الدين” مع توجه قوات إفريقية إلى البلاد.
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان - ايف لودريان، أن الضربات الجوية الفرنسية على مواقع المجموعات المسلحة في مالي مستمرة، صباح أمس، وقال إن هناك غارات باستمرار، ”ويجري شن غارة في هذا الوقت، كما شنت غارات ليلا وسيكون هناك غارات اليوم”، وأكد أنه لم يتم بالكامل وقف تقدم المجموعات المسلحة.
وأضاف ”أن تدخلنا جار وسيستمر من أجل دفع المسلحين على الانسحاب وإفساح المجال أمام القوات المالية والإفريقية للتقدم واستعادة السيادة على أراضي البلاد”، في وقت يتوقع أن تصل طلائع القوات التي وعدت الدول الإفريقية بإرسالها إلى مالي للانضمام إلى الحملة العسكرية. وتعهدت كل من بوركينافاسو والنيجر والسنغال بإرسال جندي لكل منها في إطار قوة التدخل الإفريقية، فيما أعلن مصدر أمني، أن أحد كبار المسؤولين في جماعة أنصار الدين قتل في المعارك التي جرت من أجل استعادة بلدة كونا بوسط البلاد من أيدي المتمردين. وعلى خلال الموقف البريطاني، وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي يستبعد إرسال جنود ألمان للقتال في مالي، ودعا إلى حل سياسي لإنهاء العنف في البلد الإفريقي، ورحب فسترفيلي بـتمكن الجيش المالي بدعم من فرنسا والدول الإفريقية من وقف المسلحين. وأضاف في بيان ”من حق فرنسا الاستجابة لطلب المساعدة من الحكومة المالية إلا أن نشر قوات ألمانية مقاتلة في ذلك البلد ليس محل نقاش”. وأكد فسترفيلي، أن ألمانيا ستقرر ما إذا كانت ستشارك في بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب القوات المالية عند اكتمال خطة نشر تلك البعثة، داعيا إلى حل الأزمة من خلال الوساطة السياسية. وقال إن ”التوصل إلى حل دائم للنزاع في مالي لا يمكن أن يتم إلا من خلال حل سياسي يشتمل على عودة النظام إلى جميع أنحاء مالي والأخذ في الاعتبار مخاوف الشمال المبررة”.
حسيبة. ب
الجزائر تنجح أخيرا في تقريب وجهات النظر بينهما
طوارق وعرب الأزواد يتحالفون لطرد الإرهابيين من أرضهم
اتفقت حركة تحرير الأزواد مع الحركة العربية الأزوادية، لأول مرة على تنسيق جهودهما لوضع حد للإرهاب وطرده من أراضيهم، بعدما تضاعفت قوته وأضحى يهدد مصالح سكان إقليم الأزواد، وذلك في اجتماع بنواقشط، في وقت جدّد الطوارق انتخابهم لزعيمهم بلال آغ شريف لقيادة حركة تحرير الأزواد.
وحسب بيان الحركة العربية الازوادية الذي تحصلت ”الفجر” على نسخة منه، فقد اتفق وفد من الحركة العربية وآخر من الحركة الوطنية في نواقشوط بموريتانيا يوم 7 جانفي الجاري، على ذلك، بعد مناقشة الوضع السياسي الراهن في أزواد، واستعراض هذه الحالة في المنطقة وفي العالم. وتبيّن للطرفين، حسب البيان، تطابق وجهات نظرهما بهذا الخصوص في كافة الجوانب التي تطرق البحث إليها، حيث قررا تشكيل وفد مشترك لحضور المباحثات والمفاوضات مع الجانب المالي.
ودعت الحركتان جميع الأخوة الأزواديين الذين لا علاقة تربطهم بالإرهاب إلى التلاقي والتشاور للحديث بمنطق واحد وبصوت واحد، من أجل صيانة المصالح العليا للشعب الأزوادي ولكافة مكوناته. من جهة أخرى، ذكرت حركة تحرير الأزواد عقب انتهاء الدورة الثانية لمجلسها في إطار المؤتمر التنظيمي لها والذي دام أيام الـ 8، 9 و10 جانفي، أنها تباحثت في جميع جوانب الأزمة التي طالت مالي منذ بدايتها إلى غاية التدخل الفرنسي وعدد من القوى الخارجية، مساء أمس الأول، كمساندة للجيش المالي لاسترجاع كونا، وانتهت إلى ضرورة تطبيق الحل السياسي من خلال الحوار والتفاوض لتسوية النزاع بين الأزواد في مالي وبين باقي الجماعات المسلحة والحكومة المالية قبل أي تدخل عسكري أجنبي، وهو الأمر الذي وافق عليه مجلس الحركة. وشارك في المؤتمر أكثر من ثلاثة آلاف مشارك من جميع جماعات منطقة الأزواد من الداخل والخارج (غانا، فرنسا، السنيغال، موريتانيا، بوركينا فاسو، الجزائر والنيجر)، حيث في ختام أعمالها، شرع المؤتمر في إعادة النظام الأساسي والنظام الداخلي وتجديد مختلف الهيئات السياسية والعسكرية، حيث يتكون المجلس الثوري من 50 عضوا، والمجلس الاستشاري يتكون من الزعماء التقليديين والزعماء الدينيين، ليجدد المؤتمر انتخاب الأمين العام لحركة تحرير الأزواد ورئيس الدولة الانتقالية بلال آغ شريف ونائب الرئيس محمدو مايغا.
الفجر