لا يكف هشام الناظر سفير مملكة آل سعود في مصر على تقديم الشكاوى الكيدية ضد المعارضة المصرية لسياسات وسلوكيات حكومته التي تهين قضايا الأمة وتسيء للعاملين المصريين في بلده، ولا يكف عن الصراخ والتشكي كالثكالى لأجهزة الأمن والمخابرات، لمجرد نشر مقال أو عقد ندوة في الأحزاب والنقابات والهيئات الحقوقية أو منظمات المجتمع المدني.
ويشكو ويطالب بكل وقاحة اشتهرت بها أسرة آل سعود وممثلوهم في الخارج بإغلاق هذه الهيئات، وتكميم الأفواه، لمنع وصول شكاوى المصريين إلى الرأي العام ولعدم إظهار رؤيتهم لحال جزيرة العرب والحرمين الشريفين (الأسيرين) تحت قبضة آل سعود.
وهشام الناظر الذي يدعي الثقافة، وهو ليس كذلك، لأنه مجرد تابع ذليل لأسرة مستبدة تابعة بدورها لواشنطن وتل أبيب، لا يقبل أن يسمع بشكاوى المصريين والعرب في مملكته الذين يجلدون صباح مساء باسم نظام الكفيل، وينفي وقاحة وجود هذا النظام وهو نظام ـ كما يعلم القارئ ـ سبق وأسماه شيوخ أفاضل بنظام العبودية الجاهلية.
وعندما تعقد منظمة أو مركز أو هيئة مصرية ندوة أو ترفع عريضة دعوى أو شكوى للمسؤولين للمطالبة بإيقاف هذه الممارسات اللا أخلاقية واللا إسلامية ينتقض المدعو هشام الناظر ليهاجمها ويشكوها إلى أجهزة الأمن التي بدورها لا تلو جهدا في إرضاء هذا الدعي وسفارته ودولته التي تهين المصريين والعرب والمقدسات الإسلامية، وبدلا من أن تقوم أجهزة الأمن المصرية بحماية المصريين تتواطأ مع هذا السفير (طبعا بسبب عطاياه الرخيصة) فتهدد بدورها المعارضين وتطالبهم بالكف عن انتقاد آل سعود وسياساتهم وعدم الاقتراب من الأسرة الحاكمة هناك وكأنها (قرآن مقدس) لا يجوز الاقتراب منه.
* إن الأوساط الإعلامية والسياسية والقانونية المصرية تتحدث هذه الأيام عن ضغوط تتعرض لها من الأمن والمخابرات بسبب ضغوط غير محترمة ودائمة من الخارجية والمخابرات السعودية ومن سفارتها بالقاهرة بقيادة المدعو هشام الناظر (بالمناسبة زوجة سيادة السفير، وهو سافرة ويعقد صالونا شهريا يقدم فيه المحرمات من المشروبات، ويحضره نخبة من العلمانيين واللادينيين وأرزقية الفكر والثقافة والسياسة في مصر، ترى ما هو رأي الجماعة الوهابية الحاكمة في المملكة في هذا السلوك؟!).
* وبعودة إلى موضوعنا؛ إننا نحذر المسئولين المصريين، وأجهزة الأمن، ومن يدافع عن آل سعود، وممارستها الشائنة ضد كل القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضايا (فلسطين ـ لبنان ـ العراق ـ اليمن) أن يكفوا أيديهم، وإلا فضحناهم فما لدينا من معلومات وشكاوى وفضائح لهم وللسعوديين تكفي لإقالة حكومة وليس لإقالة ضابط أو سفير، فانتبهوا قبل الفضيحة، وكفوا أيديكم عن المعارضة، وعن منظمات المجتمع المدني، وارفعوا وصايتكم عن الكتاب والمثقفين، واتركوهم ينتقدوا الدور التخريبي لآل سعود في المنطقة وفي مصر على وجه الخصوص، ففي ذلك حماية لمصر وللمصريين بالمملكة وللأمن القومي المصري إن كنتم تعلمون.
وليعلم هشام الناظر ومن يحركه في المخابرات الخارجية السعودية أن أساليب الدسيسة والوقيعة والفتنة عبر الأجهزة الأمنية، تزيدهم سقوطا في نظر النخبة والمعارضين الشرفاء، وتؤكد صدق أحكامهم عليهم، وبأنهم بالفعل لا يستحقون الدور الأشرف الذي سرقوه من المسلمين كافة، دور حماية الأماكن الحجازية المقدسة.
إن حقائق التاريخ القريب والبعيد تؤكد أن من يطارد المعارضة الشريفة، ويستقوى بالأمن على المثقفين والهيئات الحقوقية والثقافية، لا يستحق شرف رعاية الحرمين الشريفين، ومن العار أن يشارك بعض المثقفين المصريين في صالون هشام الناظر بالقاهرة، وهم يعلمون أنه يكتب التقارير لأجهزة الأمن عن زملائهم، ويشارك في قمع العاملين المصريين في مملكته، من خلال دعوته الدائمة لأهمية استمرار نظام الكفيل، وعدم الالتفات لصرخات ولشكاوى آلاف المصريين في مملكته، وعلى قادة الرأي العام والمنظمات الحقوقية العربية أن تنتبه إلى أن المكارثية السعودية تدق أبواب مصر عبر سفارتهم بالدقي المجاورة مباشرة ـ هل هي مصادفة ـ للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة!!.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
مستشار شريف الجمال
نقلا عن موقع مركز الحرمين للاعلام الاسلامي