قال الخبير في الشؤون الافريقية محمد عز العرب ان فرنسا تحاول من خلال التدخل العسكري في مالي استعادة نفوذها الذي بدأ يتلاشى في العديد من الدول الافرقية .
واضاف عز العرب في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين ان الهدف الفرنسي الاقرب للتدخل العسكري في مالي هو الحفاظ على المصالح الفرنسية في الغرب الافريقي بشكل خاص ، فضلا عن دعوة حكومة مالي لفرنسا بالتدخل لانها غير قادرة على حسم المواجهة مع الجماعات الاسلامية المسلحة التي تسيطر على شطر من البلاد وخاصة في قطاعها الغربي منذ ما يقرب من عشرة أشهر .
وتابع قائلا : ان هناك تنسيقا بين فرنسا وبين عدد من الدول الافريقية التي بدأت تتضرر من وجود الجماعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر على اجزاء من مالي .
وحول ما اذا كان هدف التدخل العسكري الفرنسي الغربي يتجاوز مالي الى عموم القارة الافريقية قال الخبير في الشأن الافريقي ان هناك اشكالية اساسية تتعلق بالجهود الغربية وتحديدا الفرنسية والاوروبية لتحرير المناطق المذكورة في مالي ، فهذا التدخل يمثل اشكالية حقيقية بالنسبة لنظام الحكم في مالي حيث يظهر هذا النظام بمظهر العاجز عن مواجهة الجماعات المتشددة المسلحة ، اضافة الى انه قد يثير نزعة المقاومة لدى قطاعات من الشعب في مالي في ظل اجواء تصور الامر بانه نزاع بين المقاومة الاسلامية وبين الجيوش الغربية الغازية ، لا بين جماعات خارجة عن الشرعية القانونية وبين النظام الرسمي لجمهورية مالي ، وبالتالي فان هذا البلد يواجه معضلة حقيقية في هذه المرحلة الخطيرة .
وحول دعوة مجلس الامن للانعقاد لمناقشة الازمة المالية قال عز العرب ان فرنسا تحاول اعطاء نوع من الغطاء الشرعي لتواجدها العسكري الذي بدأ يتجاوز 500 جندي ، مضيفا ان هناك تفاهمات بين باريس وواشنطن بخصوص مساعدة اميركية تتمثل بطائرات بدون طيار وتعاون استخباراتي ومعلوماتي .
واشار ايضا الى ان دول المجموعة الاقتصادية في غرب افريقيا ( مجموعة الايكواس ) تريد ان يكون لها دور فيما يجري داخل مالي من خلال محاولة اعداد نيجيريا ل600 جندي وبنين ل 300 جندي بالاضافة الى ارسال عدد من الدول الافريقية الاخرى مثل تشاد وبوركينافاسو والسنغال عددا من الجنود لكي لا يقال ان ما يحدث في مالي هو فقط تدخل عسكري غربي .
العالم