الصومال

Open in new windowجاء في رسالة ادعى كاتبها أنه الجهادي الأميركي الأصل والقيادي في تنظيم القاعدة، عمر همامي، المعروف أيضاً باسم أبو منصور الأميركي أن قوة حركة الشباب تراجعت أكثر فأكثر في الصومال بسبب عدم ثقتها بالمجندين الأجانب وضعف الامتثال لمبادئ الجهاد في العالم.

وقد جاء أيضاً في هذه الوثيقة التي نُشرت مع شريط فيديو في 7 كانون الثاني/يناير الماضي، "لبث الإخوة من القاعدة في الصومال لمدة عقدين من الزمن ولم يستطيعوا تغيير الوضع كثيراً رغم الجهود الجبارة. وهذا لسبب الطبع الصومالي الذي يمنع من التدخل الخارجي ويمنع من الاقتراحات من الغير".

وذكرت الرسالة "رغم الدعايات من بعض الصوماليين بأنهم مع ركب الجهاد العالمي فأفعالهم في الماضي وفي الحاضر تدل على أنهم لا يريدون غير العمل الداخلي لأغراض محلية. ورغم الدعايات بأنهم على فكر القاعدة، هم الذين طردوا القاعدة من الصومال".

وفي شريط الفيديو الذي نُشر في 7 كانون الثاني/يناير تحت عنوان "النداء الأخير"، قال همامي إن وضعه في الصومال تدهور بصورة ملحوظة وإنه طلب مساعدة شيخ لم يذكر اسمه.
اضطهاد المقاتلون الأجانب

"في هذا السياق، قال القائد السابق لقوات الدفاع الكينية، الرائد المتقاعد بشير حاجي عبدالله، "ما يسميّه همامي نداء أخير إلى شيخ وأظن أنه يعني [زعيم القاعدة أيمن الظواهري]، يشكل ضربة قاضية للحركة. إن وضع حد لهذا التوتر الملموس ضمن الحركة سيتطلب عاملاً استثنائياً".

ولم يعد الضرر يقتصر على الاختلافات بين همامي والقياديين الآخرين في المجموعة.

وأوضح عبدالله لصباحي أن الجهادي المولود في الولايات المتحدة له الكثير من الأتباع الموالين له من جنسيات أجنبية، علماً أن طريقة تعامل قيادة الشباب مع همامي سيشكّل مثالاً على ما يجب أن يتوقعه المجاهدون الأجانب في الصومال في المستقبل.

وأضاف أن "الرسالة التي يوجهها المقاتلون الصوماليون إلى المقاتلون الأجانب هي أنه ثمة مقاربة واحدة فقط للحرب".

كذلك، يظهر أتباع همامي أكثر فأكثر على مواقع التواصل الاجتماعي لدعمه وانتقاد قياديي حركة الشباب.

فعلى سبيل المثال، كان أحد مستخدمي تويتر وهو مجهول الهوية ولقبه "أبو م." (Abu M) يدّعي بالتحدث بالنيابة عن همامي خلال الأسابيع الماضية، منتقداً عدم تقيّد الشباب بخطة الجهاد.

وتظهر انتقادات أبو م. في سلسلة من الجمل القصيرة التي ينشرها على موقع تويتر باللغة الإنجليزية.

ونشر أبو م. على صفحته في 13 كانون الثاني/يناير الماضي، "كيف يمكنكم محاربة الكفّار بينما تريد الشباب احتجازكم لعدم موافقتكم على ذلك". وقال بعد أسبوع "لا يُسمح للمهاجرين (أي المقاتلين الأجانب) بإفادة الصومال أو أي أرض أخرى. لا يمكنهم حتى الاعتماد على أنفسهم ليكونوا [مكتفين ذاتياً].

وفي 18 كانون الأول/ديسمبر، تحدّى أبو م. قياديي الشباب سائلاً إياهم "لِمَ يموت المهاجرون ويُسجنون ويهربون ويُجبرون على المغادرة؟ انعتوني بالكذاب وكذّبوا على أنفسكم".

وبالحديث عن المآزق الذي يواجهه المقاتلون الأجانب في الصومال، نشر أبو م. في 5 كانون الثاني/يناير "يرسل الشباب الناس ليتبعوا سلوك المرتدين عن الدين. ولكن يتم سجن المقاتلين المعروفين بمجرد ذكر [الارتداد المحتمل عن الدين]. وبعد يوم من ذلك، قال أبو م. "[المقاتلون الأجانب] يُحتجزون كالماشية لمجرد نزعات".
تدخل مركز الشباب المسلم

في هذه الأثناء، أُجبر مركز الشباب المسلم، وهي جماعة تابعة لحركة الشباب ومقرها في كينيا، على التدخل في النزاع القائم ذلك أنها "تلقت أسئلة عديدة حول وضع أبو منصور الأميركي"، بحسب ما جاء في إصدار صحافي في 12 كانون الثاني/يناير.

وجاء في هذا البيان أن مركز الشباب المسلم طالب المجاهدين المقاتلين بالتوقف عن إشعال الفتنة "في ما يخص موضوع أبو منصور الأميركي، والتركيز على إعادة صب أنفسهم على الجهاد في شرق أفريقيا تحت مظلة [القاعدة في شرق أفريقيا].

وجاء في البيان نفسه وبهدف وضع حد للمقاتلين الآخرين الذين "يسعون إلى منافسة" همامي، أن "الجهاد لن يتمحور يوماً حول صورة فرد واحد، بل سينعكس في الصورة الجماعية للمجاهدين".

كذلك، أعلن مركز الشباب المسلم على موقع تويتر في اليوم نفسه أن على همامي إظهار الندم والعودة إلى الجهاد. وأضاف "الشيخ المعارض أبو زبير [وهو زعيم حركة الشباب ويُعرف أيضاً باسم أحمد عبدي غوداني] يتعاطف مع الكفار".
مخاوف متزايدة

وفي هذا الإطار، أشار مفوض مقاطعة غاريسا، محمد معلم، إلى أن الاختلافات التي تظهر في العلن تُظهر أن المقاتلين فقدوا تركيزهم ولم يعد لديهم جدول أعمال يمتثلون له. وقال "كانت الشباب تصوّر نفسها بأنها جبهة موحّدة، غير أن المقاتلين يمثلون مزيجاً من الناس بطموحات مخفية متنوعة".

فأوضح أن البعض يسعى إلى السلطة والبعض إلى المال، فيما انضم البعض الآخر إلى الحركة سعياً وراء مغامرة للدفاع عن الراديكالية. وأضاف أن هذه الطموحات المتنوعة بدأت تظهر لأن "بعض الشبان الكينيين انضموا إلى الجماعة بعد أن قُدمت لهم وعوداً بحصولهم على المال مقابل مشاركتهم ولكن لم تتحقق هذه الوعود فعادوا إلى ديارهم".

"وقال "لن أستغرب إذا كشف همامي عن تفاقم هذه الاختلافات بفعل الضائقة المالية التي يواجهها زعماء المقاتلين".

ومن جهته، قال دايفد أوشامي، وهو صحافي مقيم في مومباسا ومتابع لشؤون الجماعات المقاتلة في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي في صحيفة ذا ستاندرد الكينية، إن الانقسامات التي تشهدها حركة الشباب ستؤدي في نهاية المطاف إلى تشكّل جماعات منشقّة مستقلة.

"وشرح قائلاً "رأينا انشقاق حزب الإسلام عن الشباب في أيلول/سبتمبر بسبب اختلافات أيديولوجية. وستنشق جماعة همامي في النهاية عن الشباب، مما سيضعفها أكثر فأكثر".

وأضاف "من الممكن أن قيادة الشباب ترى في همامي صفة فردية، لكنه كسب من خلال بقائه في الصومال ثقة المقاتلين الأجانب، وهي ثقة ستزول في حال مغادرته أو مقتله على يد الشباب".

وقال إنه من دون دعم همامي الذي يمثل أحد أبرز المجنِّدين والمروّجين الذين انضموا إلى الحركة الجهادية، ستكون الشباب فعلاً على شفير الهاوية. وحذّر أوشامي من أن الفرق المنشقة قد تشكّل أيضاً خطراً أكبر في المنطقة إذ أنه بمجرد أن ينشق المجاهدين الأجانب عن الصوماليين، قد يبدأون بالتركيز على شنّ حربهم الخاصة على الصعيد العالمي.
أشرطة فيديو بتوقيع همامي

يُعتبر فيديو "النداء الأخير" الشريط الثالث من سلسلة من الأشرطة التي تناول فيها همامي مسألة الانقسامات بين العناصر الصومالية والأجنبية في حركة الشباب.

وفي فيديو نُشر في 19 تشرين الأول/أكتوبر بعنوان "رسالة طارئة"، طلب همامي من "قادة الجهاد والأئمة الموقرين" بالتدخل وإيجاد حل فعلي "للوضع المرير الذي يجتاح حاليا الصوماليين [المقاتلين الأجانب]".

وأشار همامي إلى أن الأزمة القائمة بين زعماء الشباب المحليين والمقاتلين الأجانب كانت عائقاً لتنفيذ الحركة أنشطتها الإرهابية على الصعيد العالمي.

وقال "بالتالي، [أطلب منكم باسم] الله [تقديم يد المساعدة] لإخوانكم المجاهدين لحل النزاع الداخلي قبل أن يفوت الأوان. لا تتركونا..."

وفي فيديو نُشر في آذار/مارس الماضي أي بعد مرور شهر على إعلان زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، عن اندماج حركة الشباب المجاهدة الصومالية مع القاعدة، ذكر همامي أن زملاءه في الحركة يشكلون خطراً على حياته، ومكان تواجده مجهول منذ ذلك الحين.
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو