عاد الهدوء لشوارع العاصمة الإريترية أسمرة، وعاد التلفزيون الحكومي للبث بعد انقطاعه لعدة ساعات، إثر محاصرة نحو 200 جندي لوزارة الإعلام وبث بيان يطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
عاد الهدوء لشوارع العاصمة الإريترية أسمرة، وعاد التلفزيون الحكومي للبث بعد انقطاعه لعدة ساعات، إثر محاصرة نحو 200 جندي لوزارة الإعلام وبث بيان يطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، فيما اعلنت شخصيات تقول إنها تمثل المعارضة أن هناك انتفاضة مسلحة بالبلاد، لكن مصدرا اريتريا وصف ما حدث بانه حركة محدودة من قبل قوى عسكرية.
وأظهرت صور من التلفزة الإريترية بثا مسجلا لبرامج عادية دون إشارة لأي أحداث استثنائية في البلاد.
من جهته، قال مسؤول العلاقات العامة لمنسقية القوى الوطنية الديمقراطية الإريترية عبد الرحمن السيد : "إن الذي جرى يمكن وصفه بأنه حركة محدودة قامت بها قوى عسكرية حاصرت مبنى وزارة الإعلام وأجبرت مدير التلفزيون الحكومي على المطالبة بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين".
غير أنه أضاف أن انقطاع الإرسال التلفزيوني بعد بث البيان يدل على أن السيطرة على الإعلام لم تكن بالطريقة الكاملة.
وقال : "وفقا للثقافة العسكرية فإما أن تكون منتصرا أو تقتل، ولذلك فإن الذين قاموا بالعملية قد يتعرضون لعقاب قاس إذا لم تتحرك القوى الوطنية لإنقاذهم".
وكانت أنباء أشارت إلى أن نحو 200 جندي إريتري حاصروا في العاشرة من صباح الاثنين، مبنى وزارة الإعلام ترافقهم مدرعات ودبابتان، وأشارت معلومات أخرى إلى محاصرة مجموعة أخرى لمطار العاصمة أسمرة.
وقد بث مدير التلفزيون القومي بيانا طالب فيه العسكريون بإطلاق المعتقلين السياسيين وفقا لمصدر إريتري.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: "إن صراعا بين أربعة جنرالات بدأ يطفو على السطح في غياب كامل للمؤسسة العسكرية لحسمه".
وتعاني إريتريا أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى فشل الدولة في الإيفاء بالتزامها نحو موردي المواد البترولية إلى جانب فشلها في توفير مرتبات العاملين بالدولة والقوات المسلحة لأربعة أشهر.
وأشار المصدر إلى أن هناك تذمرا وسط المؤسسة العسكرية بسبب خطوة الرئاسة بتكوين ما أسماها مليشيات جديدة موازية للقوات المسلحة.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة العام الماضي بأن ما بين 5000 و10000 سجين سياسي محتجزون في إريتريا، التي تتهمها جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بممارسة التعذيب والإعدام دون محاكمة. كما لا توجد وسائل إعلام مستقلة في إريتريا.
يشار إلى أن الرئيس أسياس أفورقي يحكم إريتريا -كما تقول وكالة الصحافة الفرنسية- بيد من حديد منذ إعلان استقلالها في العام 1993 بعد حرب استمرت 30 عاما ضد الحكومة الإثيوبية.
العالم