استبعد صحفي مصري ان تؤدي وثيقة الازهر التي تم التوصل اليها بين القوى السياسة بوساطة من شيخ الازهر الى انهاء الازمة السياسية في مصر بين اطرافها بشكل كامل، وتوقع اندلاع ازمات جديدة في الايام المقبلة، معتبرا ان وثيقة الازهر تفتقر الى الاليات التنفيذية والاطر الواضحة، كما ان السلطة لا تستجيب لمطالب المعارضة، في ظل عدم وجود ثقة بين الطرفين.
قال رئيس تحرير مجلة الديمقراطية المصرية بشير عبد الفتاح لقناة العالم الاخبارية الجمعة: ان وثيقة الازهر نجحت في الجمع تحت لواءها كافة الوان الطيف السياسي المصري، لكنها لم تحدد بعد آليات واضحة وخطوات يمكن من خلالها تنفيذ ما ورد فيها.
وتابع عبد الفتاح: كما انها لا تتعامل مع الازمة على المدى البعيد وانما بشكل مرحلي، ما يمكن ان يؤدي الى تجاوز المحنة الراهنة لكنها ربما لا تحول دون ظهور ازمات اخرى بين القوى السياسية حول قضايا عديدة وعلى رأسها قانون الانتخابات واجراء الانتخابات القادمة، وغيرها من القضايا التي تندلع اساسا من غياب الثقة بين القوى السياسية وافتقادها للقدرة على التوافق فيما بينها.
واضاف ان الازهر كان يهدف من مبادرته هذه ان تجتمع القوى السياسية المختلفة، لكن القوى الثورية لم تشترك في الاجتماع ولم تعترف بوثيقة الازهر، ودعت الى تظاهرات في ميدان التحرير، ما يعني انه لا يوجد اجماع كامل عليها، في ظل عدم وجود ضمانات لدى القوى السياسية باستجابة الرئيس وتنفيذ مخرجات اي حوار يمكن ان يعقد.
واعتبر عبد الفتاح ان هذه هي المشكلة الحقيقية لان الحوارات تعقد ويتم التباحث بشأن مختلف القضايا، غير ان القوى السياسة تفاجا في نهاية الامر بان الرئيس مرسي لا يمتثل لمطالبها وما طرحته من مقترحات للخروج من الازمة.
واوضح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية المصرية بشير عبد الفتاح ان وثيقة الازهر جمعت القوى السياسة وحاولت التهدئة لتجاوز ازمة اليوم الجمعة حيث تقام التظاهرات التي رفعت شعار "جمعة الخلاص"، في حين يمكن ان يفتح المجال مرة اخرى امام صراعات وخلافات سياسية لا سبيل الى الخروج منها.
واكد عبد الفتاح ان مبعث الازمة في البلاد هو انها انشطرت الى شطرين، الاول علماني ليبرالي مدني يساري، والاخر اسلامي، في ظل عدم وجود قبول للاخر في مصر، وهو ما ورثناه من نظام مبارك، بل هناك فكرة الاقصاء، حيث ان كل طرف يريد ان يهيمن على السلطة واقصاء الاخر ولا مكان للمشاركة والتقاسم.
واوضح ان التيار المدني يريد اقصاء التيار الاسلامي كليا، وكذلك التيار الاسلامي لا يثق بمشاركة التيار المدني، ولكل مشروعه، حيث يريد التيار الاسلامي دولة بمرجعية اسلامية بينما التيار المدني يريدها علمانية تماما، ولا وجود للدين في السياسة على الاطلاق.
وتابع عبد الفتاح:لا توجد جسور للتواصل والحوار بين الطرفين لانهما لا يثقان ببعضمها، ولم يعتادا على فكرة الحوار السياسي الذي يمكن ان يخرج بنقاط مشتركة يمكن الانطلاق منها.
ولم يستبعد رئيس تحرير مجلة الديمقراطية المصرية بشير عبد الفتاح ان تتجدد الخلافات حول قضايا عديدة لم تساعد وثيقة الازهر على تقديم حلول لها، كما ان النظام يستمع فقط لكنه قلما يستجيب لما تقدم له من مطالب.