فضح مدير مرصد الأبحاث النووية الفرنسية سيتفان لوم، ما لم تكشف عنه السلطات الفرنسية في حملتها العسكرية على الساحل، حيث كثيرا ما نفى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وجميع القادة الفرنسيين أية مصالح خفية تكون قد حركت فرنسا للتدخل عسكرياً في مالي.
يقول ستيفان لوم، مدير مرصد الأبحاث النووية الفرنسية، لصحيفة "لوموند" أن فرنسا تحركت لتأمين تواجدها في المناطق الصحراوية المالية الغنية بالغاز والبترول والذهب، وبدرجة أولى حماية إنتاجها من اليورانيوم في دوله النيجر القريبة من مالي المستعمرة الفرنسية السابقة، ثالث منتج للذهب في افريقيا.
وأوضح المتحدث أن فرنسا هولاند ليست لها مصلحة حقيقية في مالي حاليا، باعتبارها لا تشارك في تعدين الذهب، المورد الرئيسي للتصدير في البلاد، ولكن في المستقبل، يمكن أن يكون، حيث كانت الحكومة المالية في عهد الرئيس السابق توماني توري قد منحت باريس وكندا امتياز استخراج البترول والغاز في عدة مناطق في الشمال الذي سيطرت عليه الجماعات المسلحة، خاصة في حقل "تاوديني" القريب من موريتانيا، والذي تتقاسمه مالي وموريتانيا والجزائر، وتبلغ مساحته الإجمالية 5,1 مليون كيلومتر مربع، وذلك بعد عمليات التنقيب والاستكشاف التي قامت بها شركة سوناطراك ولاسيما فرعها "سايباكس" والمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء، قبل أن تتوقف عمليات التنقيب عقب الانقلاب العسكري الذي حدث في 22 مارس الماضي والذي تزعمه أمادو سانوجو.
وكانت شركة النفط الفرنسية العملاقة (توتال) أعلنت عام 2008 عن بيعها 20 في المئة من حصتها في رخصة استغلال حقل تاوديني في موريتانيا إلى شركة قطر للبترول الدولية، وهي نفس النسبة التي تملكها (سوناطراك) من حصة شركة توتال الفرنسية البالغة 60 بالمائة .
ويرى المتحدث إن التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي كان بهدف حماية مواقع تعدين اليورانيوم التي تديرها شركة أريفا الفرنسية الحكومية في منطقتي ارليت وأكوكان النيجرية والحقل الثالث الذي سيكون جاهزا في غضون 2020 ويتعلق الأمر بحقل ايمورارن والذي قد تنتج 5000 آلاف طن سنويا، وبذلك يكون أول منجم أورانيوم في افريقيا، وهي جميعها لا تبعد عن مدينة غاو أحد معاقل الجماعات المسلحة سوى بعض مئات الكيلومترات.
وهنا أشار المتحدث إلى مسارعة باريس إلى تأمين منجم أرليت بالنيجر في أعقاب الاعتداء الإرهابي على المنشأة الغازية بتيڤنتورين في الجزائر، وبهذا نفهم دعوة رئيس النيجر محمد إيسوفو، فرنسا، للإبقاء على تواجدها العسكري في مالي، حيث قال في تصريحات صحفية لراديو فرنسا الدولي أول أمس "لم يحظ أي تدخل أجنبي في إفريقيا بالشعبية التي حظي بها التدخل الفرنسي في مالي"، مضيفا "هدف هذه الحرب لا يجب أن يقتصر على تحرير مالي، بل تحرير منطقة الساحل كلها من هذا التهديد الذي لا يهددنا فحسب، ولكن أيضا أوروبا وفرنسا والعالم ".
وتعمل أريفا في تعدين اليورانيوم في النيجر منذ أكثر من خمسة عقود وتزود قطاع الطاقة النووية الفرنسي بجزء كبير من المواد الخام، حيث تنتج 30 بالمئة من حاجيات فرنسا في تشغيل المحطات النووية الـ58 المتواجدة في فرنسا، التي تنتج 75 بالمائة من الكهرباء في فرنسا.
وفي حال توقفت عملية التعدين بمحطة أرليت سيكون ذلك كارثيا لمجموعة "أريفا" الفرنسية، وكانت فرنسا أعلنت أن تدخلها في مالي يهدف إلي إيقاف زحف المجموعات الإرهابية نحو الجنوب، والقضاء على هذه الجماعات التي تُشكل تهديداً لكل أوروبا، والحفاظ على وجود الدولة المالية واستعادة وحدتها الترابية، والتحضير لنشر قوة التدخل الإفريقية المرخص لها بموجب قرار مجلس الأمن.
الخبر