تفاقمت الأزمة السياسية في تونس بعد مقتل المعارض اليساري شكري بلعيد ،ووصل عصفها إلى حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الثلاثي الحاكم على خلفية طلب أمينها العام ورئيس الحكومة حمادي الجبالي تشكيل حكومة خبراء من غير السياسيين لإدارة المرحلة الإنتقالية بإنتظار الإنتخابات البرلمانية المقبلة .
وتشهد البلاد تسارعا ً في الأزمات منذ إطاحة بن علي ونظامه في بدايات العام 2011 ما ينذر بإطاحة منجزات الثورة ويهدد بإنهيار مؤسسات الدولة وسط تخوفات من شبح الإغتيالات الذي تهدد به بعض جماعات السلفية التكفيرية .
المراقبون يقولون أن الأزمة السياسية هي من العمق ما يجعلها "أزمة حكم" في إدارة المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد وفي مقدمتها مشاركة مختلف القوى السياسية في الشأن العام وفي توفير التنمية وفرص العمل .
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء حمادي الجبالي أقر بفشل حكومته خلال خطاب توجه به إلى الشعب التونسي عبر التلفزيون الرسمي، ما فاجأ حركة النهضة التي دافعت عن تجربتها في الحكم التي تحظى بتأييد شعبي" على حد تعبير رئيسها الشيخ راشد الغنوشي.
وجاء إعتراف الجبالي بعد فشل مفاوضات صعبة من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني كانت دعت إليها المعارضة
ويقول البعض أن الجبالي كثيرا ما يشكو للمقربين منه تدخل الغنوشي في صلاحياته وفي سير المفاوضات مع قادة الأحزاب السياسية ، بما في ذلك الإصرار على تعيين صهره رفيق عبد السلام في منصب وزير الخارجية.
العالم