خرج الألوف إلى الشوارع يوم الأحد للاحتفال بمرور عامين على بدء الثورة في ليبيا ووعد زعيم سياسي وطني بإنهاء الشعور بالإهمال الذي تعاني منه بنغازي ثاني أكبر مدينة في البلاد.
وكانت بنغازي التي تقع على بعد 1000 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة طرابلس مهد الثورة التي أطاحت بالدكتاتور معمر القذافي ولكن الكثير من المواطنين يشعرون بأنهم لم يروا حتى الآن ثمار كفاحهم المسلح.
وهناك دعوات في المنطقة الشرقية التي توجد بها معظم الثروة النفطية في البلاد إلى العودة إلى هيكل سياسي فدرالي والمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي الذي كان قائما في ليبيا قبل أن يستولي القذافي على السلطة في انقلاب عام 1969.
ويشعر كثيرون بالاسف لأن الحكومة لم تنزع حتى الآن سلاح الميليشيات أو تصوغ دستورا جديدا.
وزار رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف بنغازي يوم الاحد وسعى إلى معالجة مشاعر الاستياء في المدينة.
وقال أمام حشد يتألف من نحو 200 شخص إن هناك اعترافا من جانب المؤتمر الوطني بعدم القيام بالواجبات بصورة تامة مضيفا أن العذر ربما يكون هو الافتقار إلى الخبرة لكنه بدأ من نقطة الصفر وسوف يستفيد من الدروس التي تعلمها خلال الأشهر الماضية.
ومضى قائلا إنهم يعدون بوضع نهاية للإهمال الذي تشعر به بنغازي وسوف يدعون الحكومة لتوزيع الثروة في ليبيا بالتساوي في جميع أنحاء البلاد .
كما وعد المقريف الذي رافقه عدد من الوزراء في الحكومة بتسليم أموال للأسر الليبية كهدية للاحتفال بالثورة لكنه لم يفصح عن حجم المبالغ.
واتخذت تدابير أمنية إضافية في الفترة السابقة للذكرى حيث أغلقت حدود ليبيا مع تونس ومصر وعلقت بعض الرحلات الدولية وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة.
وأطاحت الدول الثلاث في شمال أفريقيا بالحكام المستبدين منذ بداية عام 2011 وتعاني جميعا من العنف السياسي وقيادات تفتقر إلى الخبرة واقتصادات ضعيفة.
وفي ليبيا يمثل الأمن مصدر ازعاج خاصة في بنغازي حيث اصبح العنف ضد الأجانب واغتيال رجال الشرطة شائع الحدوث. وفي الوقت الذي احتفل فيه الكثيرون اكتفى آخرون بالمتابعة دون اكتراث.
وقال محمد الشكري (26 عاما) "لست هنا للاحتفال. ينبغي الاحتفال بالثورة عندما تحقق أهدافها. في بنغازي نستمر في تقديم المطالب لكن لا شيء يحدث."
ولم يكن هناك برنامج رسمي للاحتفال بالذكرى السنوية لكن الألعاب النارية والموسيقى الحماسية تطغى على الاجواء منذ يوم الجمعة.
وفي طرابلس توافدت الاسر على الشوارع بالآلاف. وفي بعض الأحياء ذبحت الجمال وعرضت في الشوارع بهذه المناسبة ولوح رجال بالأعلام للسيارات المارة وهم يحتسون الشاي. واعتلى الشبان سيارات وهم يقرعون الطبول فيما امتطى رجال الخيول بالملابس التقليدية.
وقفز رجال بالمظلات من الطائرات على شاطيء البحر في الوقت الذي أطلقت فيه السفن الصافرات.
وقالت طالبة تدرس الهندسة وتدعى عربية في ساحة الشهداء وهي تبكي حاملة صورة اخيها الذي لاقى حتفهم في القتال ضد قوات القذافي عام 2011 "لا تستطيع أن تتخيل شعوري اليوم.. فرحة كبيرة"
واضافت "نعم لا تزال هناك مشاكل ولكن علينا جميعا أن نعمل معا لجعل ليبيا بلدا أفضل."
رويترز