الخرطوم : أكد باحث أمريكي مختص في الصراعات بأفريقيا أن هناك عوامل عديدة جعلت من الصراع في دارفور حالة استثنائية مقارنة بباقي النزاعات في العالم التي كانت أكثر منها "فظاعة" منكرا في كتاب جديد ألفه أن تكون الخرطوم ارتكبت إبادة جماعية في ذلك الإقليم.
ونقلت وكالة السودان للأنباء "سونا" عن أستاذ الأنثروبولوجيا والعلوم السياسية بجامعة كولومبيا الأمريكية الدكتور محمود الممداني قوله :" إن الغرب ركز على أن الصراع في دارفور لا يتعدى القتل وحرق الأراضي وانتهاك الحقوق، دون أي إشارة إلى أسبابه أو تفسير لحيثياته".
وعبر الممداني عن صدمته إزاء المعاملة الاستثنائية للصراع بدارفور متسائلا عن الأسباب الكامنة وراء ذلك رغم أن القارة الأفريقية والعالم عرف حروبا وصراعات أشد وطأة ومن بينها الإبادة في رواندا وليبيريا وساحل العاج وشمال أوغندا ـ حسب قوله.
وأضاف المفكر في ندوة عقدت بالدوحة لتقديم كتابه "المنقذون والناجون.. دارفور، السياسة، الحرب على الإرهاب أن بعض وسائل الإعلام عملت على رسم "القاتل عربيا والضحية أفريقيا".
وأوضح الممداني خلال الندوة التي نظمتها المؤسسة العربية للديمقراطية أن المنظمات الإنسانية هولت وضخمت في أعداد ضحايا العنف بدارفور، مستشهدا بتقارير لمنظمة الصحة العالمية أكدت أن نحو 80% من الضحايا كانوا من النساء والأطفال وتوفوا لأسباب خارجة عن العنف المباشر .
وقال الباحث ذو الأصول الأوغندية :" إن العنف كان سببا غير مباشر في سقوط هؤلاء الضحايا الذين أحصوا من قبل المنظمات الإنسانية كقتلى بسبب المعارك، بيد أن الأسباب المباشرة لموتهم سبقت اندلاع القتال ومن بينها التصحر والجفاف والمجاعة ونقص الأدوية " ـ على حد قوله .
وقد رصد الباحث في كتابه الجديد التطور التاريخي لهذا الصراع وإحصاءات الوفيات والتشريد فضلا عن 156 وثيقة لدعم وجهة نظره القائلة إن الإبادة لم ترتكب في إقليم دارفور.
وشدد الممداني في كتابه على عدم وجود أي دليل يعكس نية مبيتة من جانب حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير لإبادة مجموعات عرقية بعينها في دارفور مما ينفي مبرر استخدام مصطلح "إبادة جماعية" لوصف محنة أهل هذا الإقليم.