أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بعنابة، أن الإرادة التي حفزت جنود الجيش الوطني الشعبي في موقعة عين أمناس برهنت بالفعل وبالقول أنهم ''سليل جيش التحرير الوطني''.
ودعا الرئيس إلى اليقظة لمواجهة ''الأحداث المؤسفة التي تقع هنا وهناك وبالقرب منا''، والتي قال إنها ''تبين مدى خطورة ما يدبر ويحاك من وراء الحجب وخلف الأبواب''.
قال الرئيس بوتفليقة، في رسالة قرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية، السيد محمد علي بوغازي، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد: ''لا أحسبني أبالغ إذا قلت إن الإرادة التي حفزت جنودنا الشجعان في موقعة عين أمناس التي كانت معركة كبيرة وقوية ضد قوى الشر والتدمير، قد جسدت بفعاليتها ودقتها واحترافيتها وانتصارها، وجه من وجوه الموروث الذي أشرت إليه''. وأضاف رئيس الجمهورية: ''وقد برهن أشاوس هذه المعركة أنهم بحق من أشبال أولئك الأسود، وأن الجيش الوطني الشعبي هو بالفعل وبالقول سليل جيش التحرير الوطني وحامل لواء النجاح والانتصار في كل المعارك التي تخوضها الأمة من أجل حماية أمنها واستقرارها وسيادتها''. وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الجمهورية عن الهجوم الإرهابي على المنشأة الغازية في تيفنتورين التي أثارت ردود فعل كبيرة في الداخل والخارج. وتكون هذه الحادثة وراء دعوة الرئيس للجزائريين للتحلي باليقظة والتجند بالروح الوطنية في مواجهة ''الأحداث المؤسفة التي تقع هنا وهناك وبالقرب منا في أكثـر من بلد عربي''. وأوضح أن ''التطورات والأحداث المؤسفة التي تقع هنا وهناك وبالقرب منا في أكثـر من بلد عربي، وبصرف النظر عن المظاهر البادية، تبين مدى خطورة ما يدبر ويحاك من وراء الحجب وخلف الأبواب''، في إشارة إلى أن ما سمي بالربيع العربي غايته تحقيق مصالح الدول الكبرى. وضمن هذا الإطار، شدد الرئيس: ''يتعين علينا تسخير جميع مكامن القوة التي نتوفر عليها''. وذكر رئيس الدولة أن من بين مكامن القوة التي تميز الجزائريين: ''ما نتحلى به من خصوصية في مادتي الوطن والوطنية والتي كان شهداؤنا الأبرار على رأس قائمة العارفين بهما''.
كما أكد رئيس الجمهورية أن تذكر الشهداء لا يهدف فقط إلى استحضارهم كتاريخ مضى، بل أيضا ''كمآثر خالدة وكقيم راسخة وكوصية قائمة وكميثاق غليظ نعتمد عليه ونستأنس به في التغلب على مشاكل الحاضر وتحديات الغد واستكمال الطريق الذي ابتدأ معهم''. وعن اختيار 18 فبراير يوما وطنيا للشهيد منذ ,1989 اعتبر الرئيس بوتفليقة بأن ذلك ''برهان على إرادة الوفاء والاستمرار على نهج الشهداء''. وذكر في هذا الصدد بتأسيس المنظمة السرية في 18 فيفري 1947 وبطرح القضية أمام الأمم المتحدة في 18 فيفري 1957 وتنفيذ فرنسا في 13 فيفري 1960 لواحدة من أبشع التجارب النووية السطحية في منطقة رفان (...)''. وعلى صعيد آخر، يرى رئيس الجمهورية أن مرحلة بناء الوطن وسط عالم ''يتجدد بسرعة ويعج بمختلف التحديات والرهانات'' يستدعي قيما وإيمانا قويا وروح الوثابة العالية''. ورافع الرئيس من أجل الإنجازات المحققة في فترة حكمه، مؤكدا بأن الجزائر ''تسير بخطوات ثابتة وتشهد تحولات كبيرة'' على مختلف المستويات منذ ما يزيد على العقد من الزمن، في ظل قيادة أخذت على عاتقها مسؤولية الإصلاح وإحداث تغيير جذري وتنمية شاملة متكاملة. وأضاف بأن البلاد ''تعرف أنها لا تمضي فيما هي ماضية فيه تحت ظل ممدود وسبيل ممهد، بل إن طريقها محفوف بمخاطر جمة وأوقات عصيبة''. غير أنه أكد بأن ما في مخزون الجزائر من رصيد الرشاد والحكمة وما تتحلى به الأجيال الجديدة من الوعي والتسلح بوسائل الحاضر ''هي من بين الضمانات المؤدية إلى النجاح والى الانتصار''.
للإشارة، انطلقت، أمس، بالمناسبة في القطب الجامعي البوني بعنابة، أشغال الملتقى الوطني حول التسليح والتموين والتمويل خلال ثورة التحرير الوطني، وذلك بحضور وزير المجاهدين، السيد محمد الشريف عباس، ومجاهدين وأرامل وأبناء شهداء ومدعوين.
الخبر