تعرض الصين ما يمكن اعتباره صكا على بياض لضمان إمدادات نفط من دول أفريقية تلبي حاجات اقتصادها, الذي يتوقع أن ينمو هذا العام بما لا يقل عن 8% والآخذ في التوسع بدرجة كبيرة, لعقود قادمة من الزمن.
فقد عرض الصينيون على نيجيريا -العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ثامن أكبر منتج عالمي- 30 مليار دولار لشراء ما لا يقل عن سدس احتياطياتها من النفط الذي يفوق 30 مليار برميل وفقا لتقديرات أوبك للعام 2001.
وفي الوقت نفسه تسعى بكين إلى الحصول على حصص في حقول نفط في أنغولا وغانا وفي شركات نفطية تنشط في مناطق مختلفة بأفريقيا التي شهدت منذ سنوات تصاعدا لافتا للوجود الصيني على الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها.
إمدادات إستراتيجية
وسيكون النفط واحدا من أبرز عناوين التعاون الاقتصادي بين الصين وأفريقيا في منتدى التعاون الصيني الأفريقي الرابع الذي يبدأ الأحد في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر.
وسيشارك في هذا المنتدى الوزاري وفد صيني كبير يقوده رئيس الوزراء وين جياباو.
وفي حالة نيجيريا -التي توفر حوالي خمس الحاجة اليومية للولايات المتحدة من النفط- لا تزال حكومة الرئيس عمارو يارودا لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن العرض الصيني بشراء ستة مليارات برميل أي سدس الاحتياطيات النفطية المؤكدة بنيجيريا عبر شركة كونوكو الحكومية.
وتلقى الشركة الصينية منافسة قوية من شركات غربية كبيرة تعمل في نيجيريا منذ عقود مثل شل وإكسون موبيل وشفرون وتوتال. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية مؤخرا عن وزير النفط أودن أوجو جوبيا قوله إن بلاده لن تعطي الصينيين كل ما طلبوه من النفط.
وفي الآونة الأخيرة كانت شركة حكومية صينية أخرى هي "سينوبك" قد اشترت شركة "أدكس" التي تنشط في نيجيريا وغرب أفريقيا بخمسة مليارات دولار.
وفي غانا تتفاوض كونوكو مع شركة النفط الوطنية "جي. إن. بي. سي" المملوكة للدولة لشراء حصة كبيرة في حقول للنفط الواقعة في منطقة جوبيلي التي تعد من أهم الاكتشافات النفطية في غرب أفريقيا في السنوات العشر الماضية.
وفي يوليو/تموز الماضي قالت كونوكو وسينوبك إنها اتفقتا على شراء حصة نسبتها 20% في حقل نفطي بساحل أنغولا من شركة ماراثون أويل كورب.
وقال مدير تنفيذي بإحدى شركات النفط العاملة في غرب أفريقيا إن قوة الصينيين تكمن في أنهم مستعدون ليدفعوا على الفور.
وأضاف أن بوسعهم أن يعملوا في أي مكان بأفريقيا بشرط ألا يزاحموا شركات أخرى على مشاريع تقوم بتطويرها.
ورحب عدد من القادة الأفارقة بتنامي دور الصين في القارة السمراء خاصة على المستوى الاقتصادي.
لكن بعض الأصوات تعالت مؤخرا محذرة مما أسمته تحولا محتملا لذلك الدور إلى شكل من "الاستعمار الجديد".
الجزيرة