قال مسؤولون إن 19 شخصا على الأقل معظمهم سياح من أوروبا وآسيا لاقوا حتفهم يوم الثلاثاء في حادث سقوط بالون يعمل بالهواء الساخن قرب مدينة الاقصر في جنوب مصر إثر انفجار الموقد.
وسقط البالون في أرض زراعية على بعد بضعة كيلومترات من وادي الملوك والمعابد الفرعونية التي تجتذب السياح الى الاقصر. وجمع عمال الإنقاذ جثث الضحايا من الحقل الذي سقطت فيه بقايا البالون وعبوات الوقود وأجزاء أخرى من الحطام.
وقال وزير الصحة محمد مصطفى حامد لرويترز إن مصريا لقي حتفه وإن القتلى الآخرين سياح من اليابان والصين وفرنسا وبريطانيا والمجر. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن جميع القتلى أجانب.
وقال أحمد عبود رئيس اتحاد شركات البالون الطائر بالأقصر لرويترز إن قائد البالون نجا بعد أن قفز منه عندما كان على ارتفاع بين عشرة و15 مترا من الأرض. وقال طبيب في مستشفى الأقصر إن بريطانيين آخرين عولجا في المستشفى.
وقالت شركة توماس كوك للسياحة في وقت لاحق إن أحد البريطانيين اللذين نقلا إلى المستشفى توفي وارتفع بذلك عدد القتلى البريطانيين إلى ثلاثة. وقال الطبيب محمد مصطفى إن الوفيات نتجت عن الاصابة بحروق والارتطام بالارض.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أرسل بالبريد الالكتروني "نعتقد أن عددا صغيرا من المواطنين البريطانيين تعرضوا لحادث بالأقصر صباح اليوم." وقالت السفارة اليابانية في القاهرة إنها تعتقد أن أربعة يابانيين كانوا في البالون وإنها أرسلت موظفين إلى الأقصر للتحقق. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسيين قتلا.
وقال عبود إن الانفجار وقع في الانبوب الذي يربط عبوات الوقود بالموقد. واضاف أنه كان حادثا عرضيا.
وحوادث النقل متواترة في مصر. وقتل عشرات الأطفال في نوفمبر تشرين الثاني عندما اصطدمت حافلة كانت تقلهم بقطار. ومن النادر أن يتعرض سائحون لمثل هذه الحوادث لكنها تقع بين حين وآخر. وفي ديسمبر كانون الأول قتل خمسة ألمان في حادث تصادم وقع لحافلتهم قرب منتجع على البحر الأحمر.
وقالت كوني ماتيوز مساعدة مدير فندق (المديرة) بالأقصر إنها سمعت انفجارا في حوالي الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش). وأضافت في اتصال هاتفي "كان انفجارا مدويا. كان انفجارا مفزعا رغم أنه كان على بعد كيلومترات من الفندق... قال بعض الموظفين إن بيوتهم اهتزت منه."
وسقط البالون على الضفة الغربية لنهر النيل في المنطقة المعروفة بالبر الغربي للأقصر والتي تضم كثيرا من المواقع التاريخية الكبرى.
وقال المصور الأمريكي كريستوفر مايكل الذي كان في بالون آخر لقناة (سكاي نيوز) التلفزيونية البريطانية إن البالون كان أحد ثمانية في الجو في ذلك الوقت.
وتابع "سمعنا صوت انفجار كبير خلفنا. نظرت ورائي فرأيت دخانا كثيفا. لم يكن واضحا على الفور أنه بالون."
ويقبل السياح على رحلات بالون الهواء الساحن في الفجر في مصر. والسياحة من ركائز الاقتصاد المصري برغم انخفاض عدد السائحين بشكل حاد منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.
وكانت السياحة تمثل أكثر من عشرة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في مصر قبل الانتفاضة. وفي عام 2010 زار مصر 14.7 مليون سائح ولكن هذا العدد تراجع إلى 9.8 مليون في 2011.
وقال وائل إبراهيم رئيس نقابة المرشدين السياحيين في الأقصر إنه لا يتوقع أن يتسبب الحادث في تدهور الوضع أكثر مما هو عليه بالنسبة لشركات السياحة العاملة في المنطقة.
وقال "السياحة متأثرة بالفعل في مصر."
وتابع أن بعض السياح ربما يخافون بالفعل من أنشطة مثل ركوب البالون مضيفا "لكن هذا حادث يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم."
وفي العام الماضي سقط بالون واحترق في سلوفينيا مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 28 آخرين.
وقال وزير الطيران المدني وائل المعداوي إن لجنة من الوزارة في طريقها إلى الأقصر للتحقيق في الحادث. وأضاف أن رحلات البالون ستتوقف لحين التحقيق في اسباب الحادث.
وأضاف لقناة الجزيرة مباشر مصر أنه لا يمكن تحديد ما إذا كان السبب يتعلق بالصيانة أم بخطأ بشري قبل انتهاء لجنة التحقيق من عملها.
رويترز