ألقى محتجون قنابل حارقة وحجارة على أفراد الشرطة الذين ردوا باطلاق الغاز المسيل للدموع في مدينة بورسعيد المصرية يوم الاثنين بعد يوم من مقتل خمسة في احتجاجات دامية في المدينة الواقعة عند الطرف الشمالي لقناة السويس.
وتشهد المدينة أعمال عنف منذ يناير كانون الثاني بعد قرار محكمة جنايات بورسعيد التي تعقد جلساتها في القاهرة إحالة أوراق 21 متهما في قضية شغب ملاعب وقع في المدينة إلى المفتى تمهيدا للحكم بإعدامهم يوم السبت المقبل.
وكان الشغب الذي وقع في المدينة في الأول من فبراير شباط 2012 أودى بحياة نحو 70 من مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري ذي الشعبية الأوسع بمصر.
وقال شاهد إن مئات المحتجين تجمعوا يوم الاثنين أمام مبنى مديرية الأمن بالمدينة للاحتجاج على مقتل زملاء لهم وعلى نقل عشرات المتهمين في قضية الشغب من سجن بورسعيد وهو ما كشف عنه مسؤول بوزارة الداخلية يوم الاحد مما تسبب في اندلاع الاشتباكات التي قتل خلالها محتجان وثلاثة مجندين.
وأضاف أن المحتجين أضرموا النار في ثلاث سيارات للشرطة وأن زجاجات حارقة ألقاها المحتجون على مديرية الأمن تسببت في احتراق جزء كبير من الطابق الأرضي بالمبنى.
وتابع أن جزءا صغيرا من الطابق الأرضي بمبنى ديوان عام محافظة بورسعيد المواجه احترق وأن عشرات أصيبوا باختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن 35 شخصا أصيبوا بعضهم بالرصاص.
ونسبت الوكالة إلى مسؤول وزارة الداخلية القول إن عناصر مجهولة بادرت يوم الاحد "بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية تجاه قوات الشرطة والقوات المسلحة المكلفة بأعمال التأمين حيث أصابت عددا منهم بقصد إشاعة الفتنة وإحداث الوقيعة وتصعيد الموقف."
وأضاف أن "الأجهزة الأمنية المعنية تضطلع بمسؤولياتها وتكثف جهودها لتحديد تلك العناصر والتعامل معها."
ووصف المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد على في بيان يوم الاثنين أحداث بورسعيد بأنها "مؤسفة".
وأضاف في صفحته الرسمية بموقع فيسبوك "تؤكد القوات المسلحة دائما أن مدينة بورسعيد الباسلة... في قلب ووجدان القوات المسلحة ورجالها وأن تأمينهم والحفاظ على أرواحهم ومقدراتهم عهد قطعناه على أنفسنا مهما كانت التضحيات."
وكان وكيل وزارة الصحة في بورسعيد قال إن 420 أصيبوا يوم الاحد بينهم 46 بالرصاص وطلقات الخرطوش و354 باختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع وأصيب الباقون بجروح وكدمات نتيجة الحجارة.
واحتج آلاف على قرار المحكمة الذي صدر في 26 يناير كانون الثاني باحالة اوراق متهمين الى المفتي وخاضوا معارك شوارع مع الشرطة بالمدينة استمرت أياما وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 من المحتجين.
ويبلغ عدد المتهمين في القضية 73 بينهم تسعة من رجال الشرطة وثلاثة موظفين في استاد بورسعيد الذي وقع به الشغب بعد مباراة بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي.
وقال مشجعو الأهلى إن الشغب دبر للانتقام منهم لدورهم في الانتفاضة واحتجاجات تالية وهددوا بنشر الفوضى في مصر إذا لم تصدر أحكام رادعة على المتهمين وأغلبهم من سكان بورسعيد.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط يوم الاحد عن مصدر أمني بوزارة الداخلية قوله إن 39 من المتهمين المسجونين ومعظمهم من سكان بورسعيد نقلوا من سجن المدينة.
ونسبت إلى وزارة الداخلية القول في بيان يوم الاثنين إن المسجونين سيعادون إلى السجن بعد صدور الحكم.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط عام 2011 تمر مصر باضطراب سياسي تتخلله احتجاجات عنيفة وتراجع اقتصادي وانفلات أمني.
ويحاول خلفه الإسلامي محمد مرسي الذي انتخب في يونيو حزيران الماضي استعادة الأمن لكن نحو 60 شخصا قتلوا في عنف سياسي منذ الذكرى السنوية الثانية للثورة في 25 يناير كانون الثاني حتى الرابع من فبراير شباط.
ويرى مصريون كثيرون أن مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين يركز على محاولة الاستئثار بالسلطة لجماعته مما تسبب في اندلاع كثير من الاحتجاجات. ويسهم في الاضطراب أيضا إحساس أوسع بالأزمة السياسية والأزمة الاقتصادية اللتين تمسكان بخناق البلاد.
واندلعت اشتباكات أيضا في القاهرة بين الشرطة ومحتجين على أطراف ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك.
وقال شهود إن محتجين أشعلوا النار في سيارة شرطة على جسر حيوي قرب ميدان التحرير يوم الاثنين وإن حافلة نقل ركاب اشتعلت فيها النار خلال اشتباك بين الشرطة ومحتجين على أطراف الميدان.
وهتف المحتجون ضد الشرطة وجماعة الإخوان المسلمين وهم يحرقون سيارة الشرطة التي فر سائقها قبل وصول المحتجين إليها.
رويترز