شاركت المعارضة الموريتانية مساء أمس في افتتاح أول دورة برلمانية بعد انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الجنرال محمد ولد عبد العزيز، في جلسة هي الأولى التي يرأسها رئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير منذ انقلاب 8 أغسطس/ آب 2008.
وهذه أول جلسة تشارك فيها المعارضة التي يقودها ولد بلخير، وظلت تقاطع الجلسات البرلمانية احتجاجا على الانقلاب. وشارك بعض أعضاء مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية) الجدد بافتتاح الدورة بعد انتخابات تجديد الثلث أمس، واكتسحها الحزب الحاكم متحالفا مع حزب تواصل الإسلامي ببعض الدوائر في حين لم تتمكن المعارضة من إنجاح أي من أعضائها.
احتكار السلطة
ودعا رئيس النواب السلطات التنفيذية الحاكمة إلى تجاوز "العقلية التي ميزت الفترة ما قبل الانتخابات" وحذر من احتكار فئة سياسية للسلطة، وانكماشها على نفسها "مهما أظهرت من ولاء واندفاع لا يخدمان بأي حال من الأحوال مصلحة موريتانيا التي يجب أن تبقي دوما أرض كل رجالها دون تمييز أو تهميش أو إقصاء".
وقال ولد بلخير إن المكاسب التي أسفرت عنها الانتخابات –رغم تحفظاته عليها- يجب المحافظة عليها، وتنميتها بالانفتاح والحوار بين مختلف مكونات المشهد السياسي. كما قال أيضا إنه سيتصرف إزاء التطورات السياسية بما يخدم المصالح العليا للبلد، لكنه سيبقى معارضا صارما وبموضوعية للأغلبية الحاكمة حاليا ولكل ما من شأنه المس بمصلحة البلاد.
واقترح إصلاحات تشريعية سياسية قال إنه يجب الانتهاء منها للتفرغ للقضايا الجوهرية كالرق ومخلفاته، والإرث الإنساني، والغلاء والبطالة، لأن لهذه الانشغالات تأثيراتها البالغة على الأمن والاستقرار. وقال إن الإرهاب يجب أن يكافح بصرامة وحكمة، دون أن نجعل موريتانيا قاعدة عسكرية لأي كان عدوا أو صديقا.حوار جاد
أما رئيس مجلس الشيوخ با آمادو امباري الذي ترأس البلاد الفترة الانتقالية فقد أكد ضرورة حوار جاد ومسؤول بين الأغلبية والمعارضة بين الحكومة ومنتقديها لتجاوز مخلفات الأزمة التي عاشتها البلاد في 2008.
وأجمع برلمانيون من الأغلبية والمعارضة في تصريحات للجزيرة نت على أن الأزمة ستترك تأثيراتها على الدورة الحالية التي تجمع لأول مرة منذ أكثر من سنة بين الأغلبية والمعارضة تحت سقف واحد. وقال المتحدث باسم نواب الأغلبية جمال ولد اليدالي للجزيرة نت إن الأغلبية تأمل مساهمة الدورة الحالية في إخراج البلد نهائيا من كل مظاهر التوتر والتأزم.
أما البرلماني عن حزب حاتم مولاي ولد ابراهيم فأكد أهمية الدورة باعتبارها الدورة الرئيسية في السنة، وأول دورة تجمع كل البرلمانيين مما سيضفي حسبه حيوية وجدية على أداء البرلمان وعلى دوره الرقابي. وقال البرلماني المعارض الخليل ولد الطيب إن عقد الدورة انعطاف في علاقات السلطة والمعارضة، وإن استبعد تغيرا في مواقع ومواقف الكتل السياسية. وتوقعت عضو مجلس الشيوخ عن تواصل زينب بنت الدد أن تلقي أزمة الشهور الماضية بظلال قوية على مجمل نقاشات وقرارات البرلمان خلال هذه الدورة التي يفترض أن تركز أساسا على الموازنة العامة السنوية.