احتجز قراصنة صوماليون سفينة شحن ترفع علم دولة الإمارات محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى الصومال، كما قاموا بأبعد محاولة خطف عن سواحلهم حيث هاجموا ناقلة نفط على بعد ألف ميل بحري شرقي العاصمة مقديشو.
ونقلت وكالة رويترز عن أندرو موانغورا من برنامج مساعدة البحارة شرق أفريقيا أن السفينة التي اختطفت الأحد ويعتقد أنها موجودة الآن قرب مدينة جاراكاد شمال الصومال، هي إحدى السفن التي تتحايل بشكل منتظم على حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على الصومال. وذكرت مصادر بحرية الاثنين، أن السفينة تحمل أسلحة خفيفة وذخائر إضافة إلى صواريخ وقذائف صاروخية، في حين نقلت رويترز عن قراصنة أن هذه الأسلحة تخص الحكومة الصومالية، وأن هذه السفينة معروفة لهم جيدا حيث "تجلب أسلحة غير مشروعة لذبح الصوماليين".
ويعاني الصومال من حرب أهلية تواصلت على مدى 18 عاما، وهو يشهد حاليا محاولة من جماعات وأحزاب إسلامية للإطاحة بحكومة هشة يقودها الرئيس شيخ شريف أحمد الذي يحظى بدعم أممي. علما بأنه كان في وقت سابق يقود جماعة المحاكم الإسلامية في تمرد على الحكومة السابقة. وأدى الصراع الجاري حاليا إلى قتل نحو 19 ألف مدني منذ بداية 2007، وفر أكثر من 1.5 مليون من ديارهم مما تسبب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ولا توجد صلات صريحة بين القراصنة والجماعات التي تقاتل الحكومة الصومالية، لكن وكالة رويترز تشير إلى أن بعض الموانئ الجنوبية التي يسيطر عليها القراصنة تقع بمناطق تحت سيطرة "المتمردين" وربما يكون هناك تعاون بين الجانبين.
أبعد هجومعلى صعيد آخر، شهدت عمليات القرصنة الاثنين تطورا نوعيا حيث قام مسلحون بمهاجمة ناقلة نفط ترفع علم هونغ كونغ على مسافة ألف ميل بحري شرقي مقديشو، وهو الهجوم الأبعد من نوعه عن السواحل الصومالية. وقالت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي إن القراصنة الذين استقلوا زورقين سريعين فتحوا النار على ناقلة النفط التي يبلغ طولها 330 مترا وتزن 160 ألف طن على بعد 400 ميل بحري شمال شرقي سيشل.
وأدى الهجوم إلى اشتعال النار بالسفينة دون وقوع إصابات أو أن يفقد الربان السيطرة على سفينته، في حين فر القراصنة وبدأت طائرة دورية تابعة للقوة الأوروبية محاولات لتعقبهم. وجاءت هذه الأحداث بينما توقعت مصادر قريبة من الحكومة الصومالية قرب التوصل إلى تسوية مع قراصنة يحتجزون طاقم سفينة صيد إسبانية مؤلفا من 36 فردا، مقابل إفراج إسبانيا عن اثنين من المتهمين بالقرصنة.
وألقت البحرية الإسبانية القبض على الصوماليين بالمحيط الهندي بعد قليل من اجتياح القراصنة للسفينة ألاكرانا في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي واحتجازهم أفراد طاقمها، ومن المقرر أن يحاكما في إسبانيا بتهمة الخطف.من جانبهم أكد القراصنة الذين يحتجزون الطاقم أنهم لن يتفاوضوا بشأن فدية للإفراج عن المحتجزين ما لم تطلق السلطات الإسبانية سراح زميليهما.