أكد وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أن إنسحاب السودان وجنوب السودان من المنطقة منزوعة السلاح سيبعد شبح الحرب عن البلدين، مشيرا الى أن مرحلة ما بعد الإنسحاب ستشهد تنفيذ الإتفاقيات الموقعة ومناقشة القضايا العالقة بين البلدين لإزالة التوتر بينهما.
وقال عثمان في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية مساء الأحد إن الإنسحاب من المنطقة منزوعة السلاح بدأ بالفعل وبدأت القوات الجنوبية والقوات السودانية بالإنسحاب فجر الأحد، وهذا الأمر سيسير على هذا المنوال، وحتى تاريخ 17 من الشهر الجاري حيث سيبدأ الحوار مرة اخرى، سيكون هذا الإنسحاب قد إنتهى تماما.
وأضاف: في حال تم الإنسحاب بالكامل فسيبدأ تنفيذ الإتفاقيات الثمان التي وقعت قبل شهرين، وستعود الحياة الى طبيعتها ما بين الدولتين، وهذا سيكون بداية تطبيع العلاقات والسلام الشامل وسيحصل نوعا من بدء إزالة التوتر ما بين الدولتين لإبعاد شبح الحرب.
وتابع الوزير عثمان: وبناء على ذلك يمكن مناقشة بقية القضايا العالقة كمنطقة أبيي وغيرها من المناطق عبر الحوار وحلها، ونحن واثقون بأننا سوف نصل الى هذه الحلول إذا أبعدنا مسألة الهاجس الأمني الذي ظل يؤرق وظل دائما هو الهاجس لعودة الحرب.
وصرح: نحن متفائلون بحذر ومازال هناك نوع من التعثر، لكن الإرادة متوفرة ما بين الجانبين، وفيما يخص الجانب السوداني نحن حريصون جدا على تنفيذ ما اتفقنا عليه وعلى الدفع بالعلاقات الى التطبيع والى أكثر من ذلك، نحن وافقنا على تقرير المصير وان يستغل الجنوب 700 الف كيلومتر فلا يمكن ان تكون الحجة الآن في بضع آلاف من الكيلومترات عالقة بيننا وبين الجنوب، وهذه ليست مشكلة.
وأوضح عثمان أن الحدود بين السودان وجنوب السودان حدود مأهولة فيها أكثر من 8 ملايين شخص من الجانبين، وأن فيها "مصالح كبيرة جدا" متبادلة عبر مئات السنين، قائلا إن العلاقات الثقافية والإقتصادية والإجتماعية بين السودان والجنوب اكبر من التي تدعو الى التوتر وتعكير الأجواء.
وأشار الى أن السودان لديه تجارب حدودية مشابهة مع دولة تشاد، وأن السودان إستطاع أن يؤمن الحدود على مدى أكثر من أربع سنوات، مبينا أن السودان كون مع تشاد قوات مشتركة يرأسها كل جانب لثلاث شهور وهذه القوات مسؤولة عن حراسة الحدود ومنع التسلل من الجانبين، وأن هذه الآلية نجحت تماما.
وقال عثمان: يمكن أن نشكل نفس الآلية مع الجنوب بالرغم من أن المساحة التي تفصل بيننا وبين الجنوب كبيرة بطول يزيد عن 270 كيلومتر وهي مأهولة بالسكان، ولكن هذا لا يمنع من تشكيل هذا النوع من المراقبة ما بين الطرفين.
وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين قد أعلن أن الانسحاب الفوري لقوات السودان ودولة جنوب السودان من المنطقة منزوعة السلاح بدأ الأحد.
وعقب عودته من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا حيث جرت مباحثات بين الخرطوم وجوبا حول القضايا العالقة بين البلدين، قال وزير الدفاع السوداني إن جدول التطبيق تضمن مسائل من بينها آلية المراقبة للمنطقة منزوعة السلاح التي تمتد لألفي كيلومتر بعرض عشرة كيلومترات شمالا وجنوبا.
وأوضح حسين أن الجانبين وقّعا على مسودة حول جدول تنفيذ الترتيبات الأمنية وقضية فك الارتباط والدعم للمجموعات المناوئة، مضيفا أن اجتماعا بين الجانبين سيعقد في السابع عشر من الشهر الجاري لإنفاذ بقية الاتفاقيات.
العالم