الصومال

رفع أهالي منطقة هيران وسط الصومال صوتهم رفضاً لقيام حركة الشباب بتجنيد الأطفال عبر دعوة أساتذة في تعاليم القرآن اعتقلوهم لهذه الغاية.


ودان سكان في المنطقة الاعتقالات الأخيرة التي قامت بها حركة الشباب لأساتذة القرآن ومارسوا الضغط على المجموعة إلى أن تم الإفراج عن هؤلاء.

وفي 25 شباط/فبراير، اعتقلت الحركة 12 أستاذ لتعليم القرآن بمنطقة هلغان رفضوا دعم فكرهم الجهادي أو إقناع تلامذتهم بالانضمام إلى صفوف الحركة والمشاركة في نشاطات إرهابية.

وبعد أن عبر أولياء الأمور ووجهاء المنطقة علناً عن رفضهم لعملية الاعتقال واستخدام المدارس القرآنية وسيلة لتجنيد العناصر، وجدت الحركة نفسها مضطرة إلى الإفراج عن الأساتذة من دون إلحاق الأذى بهم.

كما أفيد بأن الحركة اعتقلت مجدداً ثمانية أساتذة في تعليم القرآن بمنطقة هلغان يوم الجمعة، 8 آذار/مارس، على خلفية محاولتهم تشكيل إدارة محلية في البلدة تتعارض مع قوانين الحركة. وبعد يومين، تم الإفراج عن الأساتذة.

وقالت آشا حسن مير، 25 عاماً ومن سكان هلغان، "من غير المقبول تجنيد أطفالنا الذين يتابعون دروس القرآن في القتال".

وأضافت في حديث لصباحي، "حذرنا أساتذة القرآن في المنطقة من تنشئة أطفالنا على الفكر الخاطئ الذي يستخدم لتجنيد الأطفال بهدف تحويلهم إلى مقاتلين. لكن الحركة عمدت إلى اعتقال الأساتذة لرفضهم الامتثال لطلبها".

ويأتي تحرك الأهالي ومطالبتهم بعد انحسار وجود عناصر الحركة في المنطقة، مما شجعهم على رفع الصوت في توجيه الانتقادات إلى الحركة بشكل أكبر.

ويرى موسى حسن علي، وهو صحافي مستقل في بلدوينة أن اعتقال عناصر الشباب للشيوخ يشكل وصمة عار على الحركة.

واعتبر في حديث لصباحي أن المجتمع متحد في قتاله ضد الحركة ومخططاتها الإرهابية، وما عاد الأهالي يخشون قيام الحركة بتجنيد أطفالهم بالقوة. وأكد أن "الخسارة وقعت على الشباب وكره أهالي المنطقة لهم يزداد يوماً بعد يوم".

من ناحيته، اعتبر فارح وارسامي، 52 عاماً وأحد وجهاء منطقة هلغان، أن الشباب لم يعد بإمكانهم فرض أي شيء بالقوة.

وقال لصباحي، "إننا مسؤولون عن الناس في المنطقة. وقد حللنا مسألة احتجاز الأساتذة لأننا قلنا لعناصر الحركة إن اولياء الأمور لن يسمحوا لأطفالهم بالمشاركة في الحملة الإعلامية الهادفة إلى دفعهم للقتال. فالأساتذة لا يملكون سلطة تحقيق الأمور التي اعتقلوا من أجلها". وأضاف "تمكننا أخيراً من تحرير الأساتذة".
تاريخ الحركة في التجنيد القسري

لم تكن قضية هلغان لم المرة الأولى التي تعمد فيها حركة الشباب إلى تجنيد تلامذة المدارس القرآنية بالقوة.

فبعد الحصار الذي فرضته قوات الجيش الصومالي وقوات بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال (أميصوم) العام الماضي على بلدة جوهر التي تسيطر عليها الحركة، لجأ المتشددون إلى اختطاف أطفال وإجبارهم على القتال عند الخطوط الأمامية.

كما حاولت الحركة خطف أطفال من مدارس في أنحاء مقديشو لتجنيدهم في صفوفها. ونتيجة لذلك، شهدت مدارس العاصمة تراجعاً في عدد الطلاب إثر مخاوف من الأهالي دفعتهم إلى حصر تعليمهم في المنزل.

في هذا السياق، أعرب أحمد دوالي، 55 عاماً ويدير مدرسة لتعليم القرآن في هودان، عن تفهمه للمحنة التي يمر بها زملاؤه في هلغان إذ إن الخطر يتهدده هو أيضاً.

وقال لصباحي، "كلما حاولت إقناع الشباب بعدم ملاحقة الأطفال وغسل دماغهم تلقيت تهديدات. أود أن يعلم جميع من يظن أن للشباب سلطة في إجبار الناس على شيء أنهم مخطئون. إذا أظهرنا اتحادنا أعتقد أن بإمكاننا إلحاق الهزيمة بهم".

وهنا قالت فايزة أحمد، 45 عاماً من مقديشو ووالدة لخمسة أطفال، إنها كانت تشعر بالقلق من إرسال أطفالها إلى مدرسة القرآن لأنها كانت تعتقد أن الأساتذة يغرّون بهم.

وأضافت، "كنت دائماً أسمع أخباراً عن قيام الحركة بخطف أطفال من مدرسة قرآنية، ما اضطرني لتوظيف أستاذ خصوصي لتعليم الأطفال في المنزل وكنت أدفع له مبلغاً أكبر من قسط المدرسة".

وتابعت "لكن وبفضل الله تعالى، فإن هذا العبء زال، وما عدت أقلق على سلامة أطفال أو النفقات الإضافية لأنني الآن، وبعد أن هُزمت حركة الشباب [بمقديشو]، أشعر بثقة في إرسال أطفال إلى المدارس القرآنية".
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو