قالت جماعة "أنصار الدين" فى شمال مالى، إن القوات المالية والفرنسية تستعمل أسلحة "محرمة دوليًا" فى الحرب التى تشنها ضد الحركات المسلحة شمال مالى.
وأشار بيان للجماعة تم توزيعه فى مدينة غوسى بشمال مالى، ووصل لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، اليوم الأحد، نسخة منه أن القوات الفرنسية والمالية "تستعمل قذائف اليورانيوم المخصّب (المحرمة دوليًا) فى قصف الكهوف والمغارات فى جبال إيفوغاس".
وبجانب استخدام "اليورانيوم المخصّب"، لفت البيان إلى أن القوات الفرنسية والمالية "سممت عددًا من الآبار الموجودة فى مواقع قريبة من جبال إيفوغاس وأزواغ (شمال مالى)".
ولجأت أيضًا (القوات الفرنسية والمالية) إلى "تسميم عدد آخر من الآبار مع ارتفاع الحرارة فى المنطقة وزيادة الطلب على الماء"، بحسب قيادى سابق فى حركة أنصار الدين رأى فى تصريح لمراسل الأناضول، إن ذلك يأتى فى إطار "تكتيك جديد يهدف لتشديد الحصار على المئات من مسلحى الحركات مثل القاعدة والتوحيد والجهاد وأنصار الدين".
ولفت القيادى، الذى طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "القوات المالية والتشادية والفرنسية والنيجيرية المشاركة فى العملية العسكرية شمال إقليم أزواد تنتهج أسلوبًا جديدًا فى قتال التنظيمات الجهادية المسلحة يعتمد على تضييق الخناق عليها وحرمانها من الوقود والمياه مع ارتفاع درجة الحرارة".
ولم يتسن لمراسل الأناضول الحصول على تعقيب فورى من الجيشين المالى والفرنسى على اتهامات جماعة أنصار الدين.
وكانت حركة تمرد قد بدأت فى شمال مالى فى يناير 2012، تبعها انقلاب عسكرى فى مارس من العام نفسه؛ مما أحدث فراغًا فى السلطة، استغلته المجموعات المسلحة فى شمال مالى للسيطرة على أكثر من نصف مساحة البلاد.
وترغب أكبر ثلاث جماعات متمردة فى شمال مالى وهى: أنصار الدين، والتوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا، والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، فى تأسيس نظام حكم يستند إلى تفسير متشدد للمعتقدات الدينية.
واستجابة لتحذيرات فرنسية من وجود "تهديد للأمن الدولى"، منح مجلس الأمن الدولى صلاحية لقوة عسكرية مشتركة من عدد من الدول الإفريقية، للتدخل فى مالى.
وكان منتظرًا أن تبدأ هذه القوة عملها فى سبتمبر المقبل، إلا أن فرنسا، المستعمر القديم لمالي، بدأت تدخلاً عسكريًا فى البلاد يوم 11 من يناير الماضى، بناء على طلب من حكومة مالى.
وبعد استعادة السيطرة على معظم مدن الشمال، تعتزم باريس، خلال الشهر الجارى، البدء فى سحب قواتها البالغ قوامها 4000 جندى، لكنها تربط الأمر بـ"الانتشار الفعلى للقوة الإفريقية".
وبالفعل ينتشر فى مالى حاليًا 6 آلاف جندى إفريقى، إلا أن أربعة آلاف منهم يتمركزون فى الجنوب، بينما تقاتل القوات الفرنسية وألفا جندى تشادى فى الشمال.
اليوم السابع