الصومال

لفّ جو من الخوف والشك مدينة حدر في جنوب غرب الصومال منذ أن إستعادت حركة الشباب السيطرة عليها الأحد الماضي في 17 آذار/مارس إثر انسحاب القوات الصومالية والإثيوبية منها، حسبما أفاد السكان.


وقد هرب نحو 2000 مواطن من سكان حدر بسبب عودة المقاتلين الذين كانوا قد حاصروا المدينة وقطعوا عنها الإمدادات الغذائية ، منذ أن أجبرتهم القوات المتحالفة على مغادرة عاصمة باكول الإقليمية في آذار/مارس 2012.

وعند دخولهم مدينة حدر، جمع مسؤولو حركة الشباب السكان القلائل الذين بقيوا في المدينة لطمأنتهم، مؤكدين لهم أن لا داعي للخوف.

وفي اليوم التالي، مارس المقاتلون الإرهاب عليهم بقتل أهم وجهاء المدينة، الشيخ عبد الرحمن معلم وارساميالبالغ من العمر 75 عاماً. وتنافلت الأنباء أخبارا عن قتلهم مواطنين آخرين، بينهم امرأة اتهموها بالعمل لصالح الحكومة.
الرعب ينتاب السكان

وقال عبدي يونس، 34 عاماً وهو من سكان حدر وقد شارك في الاجتماع العام الذي دعت إليه الشباب، إنه على الرغم من طلب المقاتلين من السكان المحافظة على هدوئهم ومتابعة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، لم تكن هذه الوعود سوى خدعة كاذبة لتبديد مخاوف السكان ومنعهم من الهرب.

وأضاف يونس لصباحي، أن مقاتلي الشباب "اعتقلوا حتى الآن أربعة أشخاص بينهم امرأة. ويشعر السكان الآخرون بالخوف ويتساءلون عما سيفعلونه لاحقا".

وبدورها، قالت منى علي، 27 عاماً وهي أم لولدين، إن الوضع في حدر تغيّر بشكل جذري في غضون أيام قليلة وينتاب الرعب أهالي المدينة.

وذكرت علي لصباحي أنه منذ وصول الشباب أقفلت المدارس أبوابها وتوقف العمل في الأسواق بسبب امتناع الناس عن الخروج من منازلهم.

وقالت، "لم أظن يوماً أنه من الممكن أن أرى مثل هذا الوضع في حدر. فالخوف والوحدة يلفان المدينة".

أما مصطفى أحمد، 35 عاماً، فقال إن الوضع في حدر هو أسوأ وضع تشهده المدينة منذ فترة طويلة. وذكر أنه من بين التفاصيل المروعة، اكتشاف أولاد يعيشون في المنازل بمفردهم بعد أن تركهم أهاليهم خوفاً من وصول الشباب.

وأضاف لصباحي، "دخل إلى المدينة زهاء 300 عنصر من الشباب، معظمهم من الفتيان، مزودين بالأسلحة الخفيفة ومعهم نحو 10 سيارات، بعضها مدرّع. وكان بينهم مقاتلون أجانب، ولكن لم يعرف عددهم".

وأشار أحمد إلى أن الحركة الاقتصادية أصبحت مشلولة منذ عودة الشباب، إذ هرب العديد من أصحاب المتاجر والتزم من تبقى منهم منازلهم.

وفي هذا الإطار، قالت فاطمة إبراهيم، 35 عاماً وهي أم لخمسة أولاد، إنها هربت مع عائلتها يائسةً إلى مدينة الباردي التي تقع على بعد 90 كيلومتراً شمال حدر. واضطُرت إبراهيم وعائلتها، إضافة إلى مواطنين آخرين، إلى المشي سيراً على الأقدام لمدة ثلاثة أيام من دون طعام أو مياه قبل الوصول إلى الباردي.

وتابعت قائلةً، "خفنا جميعاً أن تتهمنا حركة الشباب بالعمل لصالح الحكومة [الصومالية]"، موضحةً أنه قبل مغادرة القوات المتحالفة المدينة كان المقاتلون يضايقون السكان بشكل دوري معلنين أن كل من بقي في حدر هو شريك للحكومة.

وطالبت إبراهيم الحكومة الاتحادية بالتحرك سريعاً من أجل بسط سيطرتها مجدداً على المدينة ومساعدة السكان الهاربين للعودة إلى ديارهم.

وتناول نائب وزير الدفاع الصومالي، أحمد محمد محمود، أزمة حدر في بيان بُثّ عبر إذاعة مقديشو جاء فيه، "سنجري مشاورات بشأن هذه المسألة مع مسؤولين آخرين من تلك المناطق لتحديد كيفية معالجة الوضع الراهن في منطقة باكول".
الأميصوم تتعهد باستبدال القوات الإثيوبية

أثار انسحاب القوات الصومالية والإثيوبية من حدر مخاوف بشأن تنفيذ القوات الإثيوبية إنسحابا أوسع النطاق من منطقة باي وباكول، لاسيما من مدينة بيدوا الاستراتيجية.

وحتى الآن، تُعد حدر المدينة الأساسية الوحيدة التي انسحبت منها القوات الإثيوبية، ولكن تحدثت تقارير عن قيام القوات بجمع عتادها في بيدوا في ما يبدو أنها خطوة تمهيدية للمغادرة.

مع ذلك، أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) في بيان أصدرته يوم الخميس، أنها تتعاون مع الحكومة الصومالية بصورة وطيدة من أجل إعادة نشر القوات الأمنية في المنطقة.

وقال قائد قوات الأميصوم، الفريق أندرو غوتي، "وضعنا تدابير استباقية لضمان استقرار وأمن مناطق باي وباكول حيث تتواجد قوات الأميصوم وقوات الأمن الوطني في حال انسحاب القوات الإثيوبية. وندقق في عمليات نشر فرقنا في تلك المنطقة وفي هيران ونحن على ثقة بأن التغطية اللازمة ستكون متوفرة".

وفي هذا السياق، دان رئيس الوزراء الصومالي، عبدي فارح شردون، عملية اغتيال الشيخ، معلناً أن الحكومة تخطط لإعادة السيطرة على حدر.

وقال، "لن يردعنا هذا العمل البربري عن المضي قدماً ونعمل حالياً بشكل مكثف مع القوات الوطنية الصومالية ومع شركائنا لكي نستعيد المدينة، وسننتصر".
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو