وقع الاتحاد الأوروبي وجزر سيشل أمس الثلاثاء اتفاقية لمحاربة القراصنة الصوماليين، في حين تسعى إسبانيا لإطلاق سراح عدد من صياديها المحتجزين في المياه الصومالية، وتطلب الصين دورا أكبر في محاربة القرصنة.
وتنص الاتفاقية على نشر قوات أوروبية في بعض من الجزر والخلجان التابعة لسيشل، والتي تخشى أوروبا أن يستغلها القراصنة لتدبير هجمات على سفنها.وقال المفوض السامي البريطاني ماثيو فوربس -الذي وقع الاتفاقية نيابة عن الاتحاد الأوروبي- في مؤتمر صحفي إن "التأثير الرادع للقبض على قراصنة وتقديمهم للعدالة ضروري إذا كنا نريد السيطرة على هذه المشكلة". في السياق ذاته أعلنت سلطات جزر سيشل في بيان أنها ملتزمة بمحاربة القرصنة، معتبرة أن هذا الاتفاق مع الأوروبيين سيقوي قدراتها المحلية في هذا المجال.
فشل الدوريات
وتأتي الاتفاقية المنظمة لوجود القوات مع الاتحاد الأوروبي في جزر سيشل –الواقعة في المحيط الهندي- بعد إبرام اتفاقيات منفصلة مماثلة مع الولايات المتحدة وفرنسا. ووضعت فرنسا جنودا على سفن صيد تابعة لها، في حين أرسلت واشنطن طائرات بدون طيار إلى سيشل لتعزيز أنشطة المراقبة الإقليمية المضادة للقرصنة.
وفشلت القوة البحرية المتعددة الجنسيات التي تسير دوريات في الخطوط البحرية الإستراتيجية عبر خليج عدن الذي يربط أوروبا بآسيا في الحد من هجمات القراصنة الذين يحتجزون حاليا 11 سفينة على الأقل وأكثر من مائتي فرد من أطقمها.ومن جهتها تسعى إسبانيا لحل أزمة مع القراصنة الذين خطفوا 36 من صياديها وطالبوا بالإفراج عن اثنين من رفاقهم ألقي القبض عليهما في وقت سابق ونقلا إلى مدريد لمحاكمتهما.
واقترح محام يمثل أحد المحتجزين الاثنين بأن تقوم إسبانيا بطردهما إلى الصومال، حيث من الممكن أن يؤدى ذلك إلى حل الأزمة في غضون ثلاثة أيام.وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن حكومة مدريد تعمل على التوصل لوسيلة قانونية من أجل إعادة القرصانين المشتبه بهما إلى الصومال، ولكنها تريد أن يخضعا للمحاكمة هناك.ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة صينية أن بكين تريد أن تلعب دورا رئيسيا في قيادة العمليات البحرية لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال.
وجاء الطلب الصيني في اجتماع مغلق متعدد الأطراف في مطلع الأسبوع حضره ممثلون عن القوات البحرية الدولية المنتشرة في المناطق التي تعاني من القرصنة قبالة خليج عدن وحول القرن الأفريقي.ونقل عن مسؤول حضر الاجتماع قوله إن "طلب بكين غير مسبوق، ولكنه لقي ترحيبا في جو متعاون جدا" وإن "هناك إدراكا بأن قدرا كبيرا من العمل لا يزال مطلوبا للتغلب على القرصنة". وأضاف المسؤول نفسه أن "الصين مهتمة جدا، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من المناقشات قبل التوصل إلى اتفاق نهائي".