شرع الفريق أحمد فايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، في زيارة رسمية إلى جمهورية موريتانيا الإسلامية، للمشاركة في اجتماع مجلس رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أن اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة المزمع عقده اليوم الأربعاء بنواقشط، سيخصص ''لتقييم ودراسة الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل، وتبادل التحاليل والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، لاسيما بشمال مالي منذ مطلع السنة الجارية''. وينتظر أن تدرس هيئة الأركان تطورات الوضع في منطقة الساحل، على ضوء الحرب الجارية في شمال مالي من قبل القوات الفرنسية والمالية، خصوصا أنها دخلت شهرها الثالث. كما يرجح أن تكون مسألة حماية ومراقبة المناطق الحدودية بين دول الميدان، ضمن الملفات المطروحة للنقاش ما بين هيئة أركان دول الميدان، بعدما قرّرت كل من الجزائر وموريتانيا غلق حدودهما مع مالي، لمنع الإرهابيين من التسلل من مدن شمال مالي للفرار إلى دول الجوار، هربا من القصف الجوي الفرنسي الذي دخل شهره الثالث.
وكان وزير الخارجية الموريتاني، حمادي بابا ولد حمادي، قد صرّح، الأسبوع الفارط، بأن دول الميدان ''لفتنا الانتباه حول الأمن المالي وخطورة الوضع، وكانت لنا مناقشات حادّة مع إخواننا الماليين، ووصل الأمر إلى حدّ استدعاء سفيرنا''. كما ذكّر بإنشاء آليات تعاون بين بلدان الميدان الأربعة، عبر لجنة قيادة الأركان المشتركة المتواجدة بتمنراست في الجزائر، والتي تجتمع بانتظام وبقيادة دورية.
وضمن هذا السياق، سيكون اجتماع نواقشط مناسبة لتسليم رئاسة مجلس رؤساء أركان البلدان المعنية، بين رئيس الأركان الوطنية لجمهورية موريتانيا الإسلامية المنتهية عهدته، ورئيس أركان الجيوش النيجرية الذي يتولى رئاسة المجلس لمدة سنة، وذلك بالنظر إلى الاتفاق على أن تكون رئاسة اللجنة دورية بين الدول الأعضاء. ويأتي اجتماع هيئة الأركان العملياتية لدول الميدان غداة إعلان موريتانيا عن استعدادها للمشاركة في قوات حفظ السلام، التي سيتم نشرها في مالي تحت إشراف الأمم المتحدة. وصرّح الوزير الموريتاني للصحافة، على هامش انعقاد الدورة الـ17 للجنة العليا المشتركة للتعاون الجزائري ـ الموريتاني: ''إننا مدعوون للمشاركة في قوات لحفظ السلام تحت إشراف الأمم المتحدة، وقد أعربنا عن استعدادنا للقيام بذلك''. كما أشار إلى أن عدد الجنود الموريتانيين الذين سيتم إرسالهم إلى مالي، سيحدّد من خلال الطلب الأممي. وخلص رئيس الدبلوماسية الموريتانية إلى القول ''إن هدفنا ليس القيام بالحرب في مالي، وإنما الدفاع عن ترابنا''. كما جاءت الدورة في أعقاب الزيارة التي قام بها قائد أفريكوم، الجنرال كارتر هام، إلى مقر قيادة الأركان العملياتية بتمنراست، حيث تلقى الوفد الأمريكي عرضا وشروحات عن تنظيم ومهام هذه اللجنة التي أنشئت سنة ,2009 والتي تضم كلا من الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا، في إطار ''تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول''.
الخبر