تحولت مباراة كرة قدم مؤهلة لتصفيات كأس العالم في جنوب أفريقيا إلى شبه أزمة دبلوماسية بين الجزائر ومصر، بعد أن أكدت الأولى ونفت الثانية تعرض حافلة اللاعبين الجزائريين للرشق بالحجارة عند وصولهم إلى القاهرة البارحة.
واستدعت الخارجية الجزائرية السفير المصري وأبلغته استياءها من "الحادث الخطير" الذي خلف أربعة جرحى بين اللاعبين أحدهم نقل إلى المستشفى، حسب وزير الدولة الجزائري للثقافة عز الدين ميهوبي. وتحدث وزير الرياضة الجزائري الهاشمي جياري الذي يرافق الفريق عن "واقعة مؤسفة" تعرض لها اللاعبون في طريقهم إلى الفندق القريب من المطار، وقال إن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم أُبلغوا بالأمر. وقال وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي إنه طلب من نظيره المصري أحمد أبو الغيط إجراءاتٍ لضمان إقامة عادية للفريق الجزائري.
انتظار التحقيقات
لكن رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر حسن صقر، بعد شجبه أي "محاولة للاعتداء على الفريق الجزائري"، قال إن "الحقيقة ليست كما نقلتها وسائل الإعلام" والتحقيقات ستظهر جميع الحقائق. وأكد مصدر رياضي مصري أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة قرر استدعاء مراقب المباراة ومراقب الفيفا لتقديم مذكرة احتجاج ضد الجماهير المصرية والاتحاد المصري.
ونفى مصدر أمني مصري لم يكشف هويته تعرض الحافلة للرشق بالحجارة، وقال إن الأمن تغلب على أنصار محليين حاولوا القيام بذلك.
وقال مصدر آخر لم يكشف هويته أيضا إن مشجعين جزائريين أطلقوا "الشماريخ" (ألعاب نارية) مما أثار الجمهور المصري الذي فوجئ بإصابة زجاج الحافلة بحجر شرخ إحدى نوافذها، ليكمل الفريق الجزائري تحطيم الزجاج بنفسه.
حادث "مرتب"
وقال سائق الحافلة إن اللاعبين الجزائريين كسروا الزجاج من الداخل باستخدام مطارق الأمان، وأحيطت أجهزة البحث الجنائي علما بذلك.وتوقعت مصادر مصرية أن يكون الحادث "مرتبا" من الجزائريين الذين اشتكوا إلى الفيفا مخاوفهم من الجماهير المصرية، وطلبوا مراقبين أمنيين من هذه الهيئة، وهو ما حدث فعلا. واجتمع ممثل الفيفا البارحة بمسؤولي البعثة الجزائرية لمعرفة حجم الإصابات التي يقول اللاعبون إنها لحقت بهم.وقال مراسل الجزيرة حيدر عبد الحق إن الجانب الجزائري يطلب تأجيل المباراة ونقلها إلى بلد آخر "لضمان سلامة لاعبيه"، أما الجانب المصري فـ"يدفع بأن ما حدث لا يتطلب كل هذه الضجة الإعلامية وتعهد بإجراءات أمنية فاعلة".
سيناريوهات
وتحتاج مصر الفوز بفارق ثلاثة أهداف، بينما يكفي الجزائر التعادل أو حتى الخسارة بهدف واحد.أما إن فازت مصر بفارق هدفين، يحتاج الفريقان مباراة فاصلة ستنظم في السودان. وقال قائد الفريق الجزائري لاعب الوسط يزيد منصوري "الجزائر تملك الأفضلية. الفريق كان قويا طيلة الأدوار التأهيلية ويحتاج أن يثبت نفسه مرة إضافية".
لكن لاعب وسط الميدان المصري أحمد حسن، وإن أقر بأن الجزائر في وضع أفضل، فقد أكد أن "جيلنا سيطر على كرة القدم الأفريقية السنوات القليلة الماضية لكن وحده التأهل إلى كأس العالم سيكون ختاما حسنا". وحسب أحمد حسن فالمصريون متفوقون و"نحن واثقون من قدرتنا ونستحق التأهل". وتأتي المباراة بعد 20 عاما تقريبا من مباراة تأهيلية في القاهرة بين الفريقين شهدت أحداث شغب في نهايتها، كان من نتائجها صدور مذكرة توقيف بحق اللاعب الجزائري الأخضر بلومي بتهمة إلحاق عاهة مستديمة بمواطن مصري.
وشهدت الأسابيع الأخيرة حشدا حقيقيا في القنوات التلفزيونية وعلى الإنترنت، وبلغ عدد المشاهدات لفيديو عن حادثة الحافلة بث على دايلي موشن أكثر من 330 ألفا خلال 12 ساعة فقط.