حذَّرت الكنيسة الكاثوليكية في مصر الاثنين، من خطورة انزلاق مصر إلى سلسلة من الفتن والقلاقل التي لا يُحمد عقباها، محمِّلة وزارة الداخلية مسؤولية الأحداث التي وقعت بمحيط الكاتدرائية المرقسية الأحد.
وقال الناطق الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر الأب رفيق جريش، في بيان أصدره الاثنين، إن "الأحداث التي وقعت داخل وفي محيط كاتدرائية العباسية للأقباط الأرثوذكس، هي أحداث مؤسفة لم تشهدها مصر من قبل، وتنذر بانزلاق مصر إلى سلسلة من الفتن والقلاقل التي لا يحمد عقباها".
وأضاف جريش أن "كاتدرائية العباسية للأقباط الأرثوذكس، تعد رمزاً لكل مسيحي مصري بما تحمله من تاريخ، وحصناً روحياً كبيراً".
وحمَّل وزارة الداخلية مسؤولية الأحداث التي وقعت الأحد بمحيط الكاتدرائية المرقسية بحي "العباسية" والمتواصلة حتى الآن، معتبراً أن الداخلية "لم تستبق الأحداث وتؤمن وتُحصِّن الكاتدرائية، على الرغم من علمها المسبق بجنازة قتلى أحداث (مدينة)الخصوص، وهذا يعد استخفافاً خطيراً وعدم تقدير من قبل أجهزة الداخلية التي من المفروض أنها تعمل بحرفية أمنية منظمة، فما نشهده اليوم هو انهيار لسيادة القانون".
واستطرد جريش قائلاً "إننا نشعر بأن جميع كنائسنا باتت مهددة وغير آمنة، ومن المثير للدهشة أيضاً أن الرموز الدينية الكبرى من كاتدرائية العباسية وقبلها مشيخة الأزهر صارت مستهدفة من قبل من لا يريد سلاماً لمصر"، معرباً عن أمله في أن "تشد الدولة من قبضتها على مقاليد أمن البلاد، وتضمن عدم تكرار هذه الأحداث".
وطالب بالتحقيق الفوري والجاد في الجرائم، "والقبض على هؤلاء العابثين وتقديمهم للمحاكمة، حتى تكون مصر حقاً دولة القانون والعدل دون تمييز بين أبنائها".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية القاء القبض على 11 شخصا من المتهمين في الأحداث التي شهدها محيط الكاتدرائية المرقسية الأحد.
وقال اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية للإعلام في تصريح صحفي الاثنين إن قوات الأمن لم تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على مبنى الكاتدرائية، وإنما استهدفت الذين اعتلوا أسطح المنازل، ورشقوا القوات بزجاجات المولوتوف والحجارة والخرطوش ما استدعى قيام القوات بإطلاق القنابل بشكل عمودي.
وأضاف أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 16 شرطيا بينهم ثمانية ضباط وأربعة أفراد وأربعة مجندين تم نقلهم لتلقي العلاج بمستشفيات الشرطة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بمحيط مبنى الكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس عصر أمس الأحد، خلال تشييع جثامين أربعة من الشباب المسيحيين قضوا في حوادث عنف طائفي نشبت بمدينة "الخصوص" التابعة لمحافظة القليوبية شمال القاهرة، ودامت تلك الاشتباكات حتى منتصف الليل قبل أن تتجدَّد قبيل الفجر، فيما تتواصل تداعياتها حيث أسفرت، حتى الآن، عن قتيلين و89 مصاباً.
القدس العربي