أفاد مراسل الجزيرة في القاهرة بأن الاتحاد المصري لكرة القدم قدّم للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ضمانات مكتوبة لضمان سلامة منتخب الجزائر قبيل يوم من مباراته الفاصلة أمام نظيره المصري السبت، في إطار الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة الأفريقية الثالثة لمونديال 2010.
وجاء الرد المصري بعد ساعات من مطالبة الفيفا في بيان من الاتحاد المصري وأعلى السلطات المعنية في البلاد "بتقديم ضمانات مكتوبة تؤكد تطبيق إجراءات أمنية إضافية في أي وقت للبعثة الجزائرية".
وكان الاتحاد الدولي أرسل خطابا لمسؤولي كرة القدم في مصر والجزائر الأسبوع الماضي حذر فيه من وقوع اضطرابات، وأبدى رغبته في انتهاء التصفيات مثلما بدأت في ظل "اللعب النظيف والتعاون اللازم بين كل الأطراف".
وقال موفد الجزيرة للقاهرة حيدر عبد الحق إن الجمهور المصري بدأ في التحضير لأجواء مباراة السبت برفع الأعلام في الشوارع, فيما شوهد الجمهور الجزائري في القاهرة يتجول دون أي مشاكل.
وتطرق عبد الحق إلى أزمة تذاكر اللقاء, قائلا إنها نفدت قبل موعد المباراة, وهو ما أدى إلى انتعاش البيع في السوق السوداء بأضعاف الثمن.
اتصالات هادئة
جمهور المنتخب الجزائري يترقب لقاء الحسم بالقاهرة (رويترز)
وجاءت تلك التطورات فيما صرح المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي بأن اتصالات هادئة تجري حاليا بين وزارته ونظيرتها الجزائرية "بمشاركة وتنسيق مع الأجهزة المعنية الأخرى في الجانبين بهدف تخفيف حدة التوتر التي أعقبت ملابسات وصول البعثة الجزائرية للقاهرة.
وجاء هذا التحرك بعد تأكيد الجزائر ونفي مصر تعرض حافلة اللاعبين الجزائريين للرشق بالحجارة عند وصولهم للقاهرة الخميس.
واستدعت الخارجية الجزائرية السفير المصري وأبلغته استياءها من "الحادث الخطير" الذي خلف أربعة جرحى بين اللاعبين أحدهم نقل إلى المستشفى، حسب وزير الدولة الجزائري للثقافة عز الدين ميهوبي.
وتحدث وزير الرياضة الجزائري الهاشمي جياري الذي يرافق الفريق عن "واقعة مؤسفة" تعرض لها اللاعبون في طريقهم إلى الفندق القريب من المطار، وقال إن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم أُبلغوا بالأمر.
وقال وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي إنه طلب من نظيره المصري أحمد أبو الغيط إجراءاتٍ لضمان إقامة عادية للفريق الجزائري.
لكن رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر حسن صقر، بعد شجبه أي "محاولة للاعتداء على الفريق الجزائري"، قال إن "الحقيقة ليست كما نقلتها وسائل الإعلام" والتحقيقات ستظهر جميع الحقائق.
وأكد مصدر رياضي مصري أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة قرر استدعاء مراقب المباراة ومراقب الفيفا لتقديم مذكرة احتجاج ضد الجماهير المصرية والاتحاد المصري.
ونفى مصدر أمني مصري لم يكشف هويته تعرض الحافلة للرشق بالحجارة، وقال إن الأمن تغلب على أنصار محليين حاولوا القيام بذلك.
وقال مصدر آخر لم يكشف هويته أيضا إن مشجعين جزائريين أطلقوا "الشماريخ" (ألعاب نارية) ما أثار الجمهور المصري الذي فوجئ بإصابة زجاج الحافلة بحجر شرخ إحدى نوافذها، ليكمل الفريق الجزائري تحطيم الزجاج بنفسه.
حسابات واستعدادات
منتخب الجزائر قال إن حافلته تعرضت للقذف بالحجارة (الأوروبية)
وتحتاج مصر الفوز بفارق ثلاثة أهداف، بينما يكفي الجزائر التعادل أو حتى الخسارة بهدف واحد.
أما إن فازت مصر بفارق هدفين، فسيلجأ الفريقان لمباراة فاصلة ستقام في السودان.
وقال قائد الفريق الجزائري لاعب الوسط يزيد منصوري "الجزائر تملك الأفضلية. الفريق كان قويا طيلة الأدوار التأهيلية ويحتاج أن يثبت نفسه مرة إضافية".
لكن لاعب وسط الميدان المصري أحمد حسن، وإن أقر بأن الجزائر في وضع أفضل، فقد أكد أن "جيلنا سيطر على كرة القدم الأفريقية السنوات القليلة الماضية، لكن وحده التأهل إلى كأس العالم سيكون ختاما حسنا".
وحسب أحمد حسن فالمصريون متفوقون و"نحن واثقون من قدرتنا ونستحق التأهل".
وتأتي المباراة بعد 20 عاما تقريبا من مباراة تأهيلية في القاهرة بين الفريقين شهدت أحداث شغب في نهايتها، كان من نتائجها صدور مذكرة توقيف بحق اللاعب الجزائري الأخضر بلومي بتهمة إلحاق عاهة مستديمة بمواطن مصري.