يحاول المقاتلون الاسلاميون الذين طردتهم الجيوش الفرنسية والافريقية من كبرى مدن شمال مالي وباتوا مطاردين ومحبطين في مخابئهم في جبال ايفوقاس، اعادة تنظيم صفوفهم في بعض البلدان المجاورة واراضي مالي.
وصرح ضابط في الجيش المالي طالبا عدم ذكر اسمه انه منذ بداية العملية الفرنسية في 11 كانون الثاني/يناير "توجه عشرات المقاتلين الى ليبيا للاختباء واعادة التنظيم".
واكد انهم سلكوا الطريق التالي: من شمال مالي الى جبال شمال النيجر ثم جبال تيبستي شمال تشاد قبل ان يتسلل بعضهم الى جنوب ليبيا والبعض الاخر الى دارفور وغرب السودان.
وذكرت صحيفة "الوطن الجزائرية" في ملحقها الاسبوعي الجمعة ان ثلاثة من قادة حركة انصار الدين الاسلامية المسلحة لجأوا قبل عشرة ايام الى منطقة تمنراست في اقصى جنوب الجزائر.
واكد ضابط افريقي ان "قسما من الاسلاميين غادر الاراضي المالية ولجأ الى اماكن اخرى" وان "العديد من مقاتلي" حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، احدى الجماعات الاسلامية المسلحة التي احتلت شمال مالي عدة اشهر خلال 2012، "عادوا الى مخيمات جبهة البوليساريو" في الصحراء الغربية.
وقد اقيمت تلك المخيمات منذ عقود في منطقة تندوف (اقصى جنوب غرب الجزائر).
واوضح الضابط الافريقي انه "اذا اعربت سلطات الامم المتحدة مؤخرا عن قلقها ودعت الى حل عاجل لمشكلة الصحراء الغربية ذلك لانها تخشى ان يحول الارهابيون المخيمات الى معقل للمقاتلين الاسلاميين".
وقد اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مطلع نيسان/ابريل ان حكومات المنطقة التي استشيرت "اعربت عن قلق شديد من مخاطر انعكاس المعارك في مالي على البلدان المجاورة ومساهمتها في انتشار التطرف في مخيمات لاجئين الصحراء الغربية" معتبرا انها عبارة عن "قنبلة موقوتة".
وقال عثمان مايغا من جمعية تنسيق الشبان في غاو، كبرى مدن شمال مالي ان "الاسلاميين هربوا في مجموعات صغيرة الى البلدان المجاورة مثل الجزائر والنجير وموريتانيا والان هناك مخاوف من ان يعودوا الى شمال مالي لرفع السلاح مجددا".
وتكبد عناصر حركة التوحيد وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وانصار الدين خسائر فادحة منذ كانون الثاني/يناير - نحو 400 قتيل حسب الجيش الفرنسي - لكنهم لم يهربوا جميعا الى الخارج.
وافاد مصدر في هيئة اركان الجيش المالي في غاو ان "العدو ما زال في الميدان"، كما تدل على ذلك غارات الاسلاميين والاعتداءات الانتحارية في هذه المدينة وكذلك في تمبكتو (شمال غرب) وكيدال (شمال شرق)، والمطاردة الطويلة التي قامت بها القوات الفرنسية والتشادية في جبال ايفوقاس (اقصى شمال شرق مالي).
ومن اجل التنقل بسهولة اكبر، يتخلص المقاتلون من جزء من اسلحتهم لكن كما قال كولونيل مالي "بامكانهم التزود عبر شكبتهم العادية باسلحة جديدة واحداث اضرار".
وبعد مقتل احد اكبر قياديه ابوزيد في جبال ايفوقاس، يحاول تنظيم القاعدة استعادة المبادرة في شمال غرب مالي "بقيادة زعيم القاعدة في الصحراء وشمال مالي، الجزائري يحيى ابوحمام" كما ورد في وثيقة سرية.
واوضحت الوثيقة ان عبدالكريم طالب وهو طرقي من مالي تولى قيادة التنظيم في شمال شرق البلاد حيث تقع غاو وكيدال، وينظم "المقاومة".
وترى مختلف المصادر الاقليمية العسكرية والامنية ان الجيش الفرنسي يظل "العمود الفقري للامن في شمال مالي" لكنه بدأ يسحب جنوده ولم يعد حاضرا في بعد مواقع المنطقة.
كذلك اعلن الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي ارسل الفي رجل الى مالي، الاحد بداية انسحاب قواته.
وقال ان "الحرب وجها لوجه مع المقاتلين الاسلاميين انتهت، وليس للجيش التشادي صلاحيات حقيقية ليواجه مجموعات، فسيعود الجنود التشاديون الى تشاد بعد ان انجزوا مهمتهم".
وافاد مصدر وامني "نخشى ان يتجذر الاسلاميون في تلك المناطق لاضفاء ديناميكية جديدة لاعمالهم الارهابية".
الجزائر تايمز