يمثل الصحفي التونسي المعارض توفيق بن بريك الخميس أمام محكمة تونسية في قضيته مع سيدة تونسية اتهمته بـ"الاعتداء عليها بالعنف" و"التهجم عليها بعبارات فيها مساس بالأخلاق".
وقالت السلطات التونسية إن بن بريك اعترف في التحقيقات التي أجريت معه باعتدائه على ريم النصراوي وسبها. وقال أحمد نجيب الشابي محامي المتهم، لوكالة الأنباء الألمانية إن موكله يشتبه في أن تكون الشرطة التونسية قد جندت السيدة بغرض توريطه في قضية وإدخاله السجن عقابا له على كتاباته الشديدة الانتقاد للنظام الحاكم في تونس.
وأوضح المحامي، وهو معارض تونسي أيضا أن السيدة هي التي كانت قد بدأت تصيح في وجه بن بريك واتهمته بتعمد الاصطدام بسيارتها وبتعنيفها بعدما قامت بتمزيق ثيابها. ورفضت ريم نصراوي بدورها تلك التهم ونفت للوكالة الألمانية علاقتها بالسياسة من قريب أو من بعيد، واعتبرت تهم تجنيدها من قبل الشرطة محاولة من بن بريك للإفلات من مسؤوليته الجنائية.
وأثارت قضية الصحفي التونسي ردودا عديدة في فرنسا، حيث نددت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية باعتقاله وأكدت المنظمة غير الحكومية أن جميع العناصر تدل على أن القضية ملفقة لإلقاء القبض على الصحفي. كما دعا حزب الخضر الفرنسي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزير خارجيته برنار كوشنر إلى "إدانة" اعتقال بن بريك ومطالبة السلطات التونسية بالإفراج عنه "فورا".
وطالب الحزب الاشتراكي المعارض هو الآخر بالإفراج عن بن
بريك ومن أسماهم كل سجناء الرأي في تونس. أما على المستوى الرسمي، فقد اكتفت الحكومة الفرنسية بالقول
على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن العواصم الأوروبية بدأت "مشاورات" حول قضية اعتقال بن بريك.كما أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن كوشنر بعث برسالة إلى نظيره التونسي عبد الوهاب عبد الله طالب فيها بـ"الإفراج الفوري" عن بن بريك ليتمكن من دخول المستشفى لتلقي العلاج من مرض مزمن يعاني منه.
ولكن الخارجية التونسية نفت تلقيها أي رسالة فرنسية تدعوها
إلى الإفراج عن بن بريك، في حين نفت وزارة العدل وحقوق الإنسان التونسية وجود أي خطورة على حياة بن بريك وقالت إن وضعه الصحي لا يسمح بإدخاله المستشفى. وكان الرئيس زين العابدين بن علي قد انتقد التدخل الفرنسي في شؤون بلاده الداخلية وأعلن أن تونس راجعت الاتحاد الأفريقي واتحاد المغرب العربي بهذا الخصوص. وصدر في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أمر باعتقال بن بريك بعد دعوى قضائية رفعتها ضده السيدة التي تدعى ريم النصراوي "28 عاما".
دعوى أخرى
وفي قضية أخرى من المقرر أن يمثل الصحفي توفيق بن بريك، في شهر يناير/كانون الثاني المقبل أمام محكمة في العاصمة الفرنسية باريس بتهم "الاعتداء بالقوة" على رعية تونسية كانت برفقته في زيارة لفرنسا عام 2004.وكانت السيدة كوثر كولي قد رفعت دعوى قضائية ضد بن بريك في إحدى محاكم باريس مرفوقة بشهادة طبية تثبت توقفها عن العمل لستة أسابيع، حسب ما كشف محاميها لوكالة الأنباء الفرنسية.ومحامي بن بريك في هذه القضية، فرنسي يسمى وليام بودون وقد شكك في الموضوع وقال إنه عبارة عن فخ لتوريط موكله.