قد يعود الصومال قريبا لتلقي الرسائل البريدية من الخارج لأول مرة منذ ما يزيد على 20 عاما بعد أن أبرم اتفاقا مع الاتحاد البريدي العالمي - وكالة البريد التابعة للأمم المتحدة - في أحدث خطوة لإنهاء عزلته بعد حرب أهلية دامت عقدين.
لكن هناك تحديات عديدة تحول دون إعادة الصومال إلى المجتمع البريدي العالمي - فلا توجد مكاتب بريد تعمل في البلاد والشوارع الرئيسية فقط هي التي لها اسماء ولا تحمل معظم المنازل أرقاما.
يضاف إلى ذلك الصراع المستمر مع مسلحين مرتبطين بالقاعدة مازالوا يسيطرون على الريف وعلى مناطق من الساحل الذي يعج بالقراصنة مما أدى الى توقف نشاط الاتحاد البريدي العالمي وشركائه.
وقال الاتحاد البريدي العالمي ومقره سويسرا في بيان يوم الجمعة إن الخدمات البريدية الدولية قد تبدأ العمل من جديد في الصومال خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأضاف أن وزير الإعلام والاتصالات الصومالي عبد الله هرسي وقع مذكرة تفاهم مع مجموعة الإمارات البريدية هذا الأسبوع لتكون دبي نقطة استلام البريد المرسل إلى الصومال.
وأضاف الاتحاد الذي قام بوساطة في هذا الاتفاق إنه في مقدور الدول أعضاء الاتحاد وعددها 192 دولة إرسال بريد إلى الصومال بمجرد وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وقال الاتحاد إن حوالي مليوني صومالي يعيشون في الخارج وحوالي 9.9 مليون نسمة يعيشون في الصومال تخدمهم شبكة للبريد "غير موجودة إلى حد كبير" كان لديها حوالي 100 مكتب في عام 1991 .
وقال المتحدث باسم الاتحاد البريدي العالمي ريال لوبلان إن الصومال أنشأ مكتبا للبريد في المطار للتعامل مع الرسائل الواردة والصادرة من الصومال ليخدم الحكومة والسفارات والجامعات كمرحلة أولى "لكنهم يخططون على ما يبدو لتوسيع شبكة الخدمات البريدية في شتى أنحاء البلاد في الشهور والسنوات القليلة القادمة."
وقال هرسي إن بلاده ستحتاج إلى مساعدة لاستعادة خدمة البريد.
وفي أحدث علامة على التفاؤل بخروج الصومال من ماضيه الحافل بالعنف افتتحت بريطانيا سفارة لها في مطار مقديشو يوم الخميس بعد أن أغلقت سفارتها السابقة في عام 1991 مع اندلاع الحرب الأهلية.
رويترز