وسط حراسة أمنية مشددة توافد مئات اليهود من اوروبا واسرائيل مجددا على مزار يهودي بمنتجع جربة السياحي لاقامة احتفال ديني نادر الحدوث في بلد عربي محملين بمشاعر وامنيات بالسلام في تونس والشرق الاوسط.
وكان الاحتفال الديني قد توقف عامين بسبب الاوضاع الامنية في تونس.
ورصد مراسل رويترز اجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات بالجزيرة حيث شددت الشرطة عمليات المراقبة بشكل استثنائي ووضعت العديد من الحواجز وأغلقت عدة ممرات خشية وقوع أي اعتداءات من اسلاميين متشددين على اليهود القادمين للبلاد كما عززت الشرطة حضورها امام الفنادق والنزل التي يقيم بها اليهود الذين قدموا من اوروبا واسرائيل هذا العام.
ويمثل هذا الاحتفال فرصة لاختبار قدرة الامن التونسي على حماية الزائرين اليهود من اي هجمات محتملة من متشددين اسلاميين يرفضون هذه الزيارات ويرون فيه استفزازا لمشاعر المسلمين.
وفي الغريبة وهي اقدم كنيس يهودي في افريقيا غنى مئات اليهود ورقصوا في حين كتب آخرون امانيهم بالزواج والانجاب والسلام على بيض ووضعوه في قبو.
وقال صامويل زبفين وهو اسرائيلي جاء من بئر السبع لرويترز بعد ان انتهى من صلواته "أملي ان يعود الامن الى تونس وان يعيش الجميع هنا من اسلاميين وعلمانيين في هدوء ودون عنف".
واضاف صامويل (66 عاما) وهو من اصل تونسي انه يريد ان يرى السلام يسود الشرق الاوسط وان تنتهي الحروب في سوريا والعراق وان يعيش الاسرائيليون والفلسطينيون في سلام.
وانتهز صامويل فرصة الاحتفال الديني لزيارة افراد من عائلته في جربة وان يحتسي الشاي مع اصدقائه المسلمين في السوق في جربة.
وتتمثل مراسم زيارة اليهود للمعبد في جربة في إضاءة الشموع داخل المعبد واقامة صلوات وأدعية والحصول على بركات الحاخامين بالمعبد كما ينظم الزوار مزادات علنية بساحة المعبد يذهب ريعها الى يهود جربة الذين يفوق عددهم الألف.
وبينما كان اليهود يقيمون احتفالهم كانت طائرة للجيش تراقب المكان لحماية الاحتفال الذي يستمر ثلاثة ايام ويبلغ ذورته يوم الأحد.
وتعرض مزار الغريبة لهجوم انتحاري منذ سبعة أعوام حين اقتحم مهاجم في سيارة صهريج محملة بغاز الطهي مقر المعبد في عام 2002 ليقتل 21 شخصا غالبيتهم من السياح الألمان.
وقال بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة لرويترز " التعزيزات الامنية الكبيرة مهمة جدا وتعطي رسالة لليهود في العالم ان تونس تحميكم وتؤمن هذه الزيارة".
وقال "اليهود في كل العالم سيرون جهد هذه الحكومة في تأمين احتفالهم بشكل رائع وسيعودون بالالاف في العام المقبل ولن يبالوا بأي تهديد".
وبعد الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل عامين الغي الاحتفال في 2011 قبل ان يعود بشكل محدود العام الماضي في حضور عشرات اليهود تحسبا لاي اعتدءات من جانب المتشددين الذي زاد نفوذهم ودعا بعضهم في مظاهرات الى قتل اليهود.
لكن عودة مئات اليهود لاقامة الاحتفال في هدوء من شأنه ان يكون افضل تسويق للسياحة التونسية التي تتطلع للتعافي من أثار الازمة التي هزت القطاع بعد الثورة مع اقتراب موسم الذورة الصيفي.
وفي اشارة الى انفتاح الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية في تونس سيزور وزير السياحة التونسي الغريبة لاختتام الاحتفال اليهودي.
وحضر عشرات المسلمين ايضا الاحتفال اليهودي هذا العام وقالوا انه فرصة للالتقاء باصدقاء يهود جاؤوا من اوروبا.
وقالت امرأة تونسية اسمها زهيرة لكحل وعمرها (60 عاما) بعد ان ارتدت غطاء رأس يهوديا اثناء دخولها للكنيس " نحن هنا لنرسل رسالة سلم وتسامح بين الجميع"
واضافت لكحل التي تعيش في تونس "نريد ايضا ان نغير صورة المسلمين التي ارتبطت بالعنف والارهاب..هم اصدقاؤنا منذ سنوات ونحن هنا لنقول لهم مرحبا ولنستعيد ضحكات بعيدة عن التوتر الديني والسياسي".
رويترز