الجزائر: اعتبر عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشئون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، مطالبة النواب بقطع العلاقات الاقتصادية مع مصر، والسخط الشعبي على بعض المنتجات المصرية أمرا بديهيا وردة فعل متوقعة بعد الإعتداء الوحشي الذي تعرض له "الخضر" ومناصروهم بالقاهرة.
ونقلت جريدة "الفجر" الجزائرية عن سي عفيف قوله:" إن المحنة وحدت صفوف الجزائريين والنواب سيفضحون المصريين في المحافل الدولية" ، موضحا أن النواب يفكرون في نقل التنديد والكشف عن الإستنكار لما وقع في مصر إلى جميع المنابر الدولية، بداية بالبرلمانات العربية والإقليمية الذين سيشاركون فيها مستقبلا.
وتوقع سي عفيف أن يمتد أثر المقاطعة إلى كل ما هو مصري، وإلى أبعد من ذلك، إذ سيطلب في هذا الصدد من التلفزة الجزائرية عدم استهلاك كل ما هو مصري من إنتاج سينمائي وتلفزيوني.
وأوضح سي عفيف أن توقيف المبادلات التجارية أمر متعارف عليه في الأعراف الدبلوماسية بأسرها بمجرد وصول التوتر إلى درجة معينة، موضحا أن المتضرر من هذا التوقف هو الحكومة المصرية، بالنظر لحجم الاستثمارات بالجزائر التي لم تتخذ أي إجراء يراعي هذا الأمر.
كما صنّف سي عفيف كسر الشباب لشرائح المتعامل "جيزي" في خانة الدفاع عن كرامتهم وشرفهم وفق قناعة.
وأشار المتحدث بالمناسبة إلى التراجع الذي أبداه وزير التجارة المصري والكلام "المعسول" الذي جاء على لسانه مباشرة بعد إحساسه بالخسارة التي ستتكبدها دولته جراء الحملة المغرضة التي طالت كل ما هو جزائري، والاعتداء السافر على الجزائريين والنواب بالقاهرة، متسائلا عن عدم قيامه بهذا الأمر في السابق، وعدم اتخاذ الحكومة المصرية لأية تدابير وقائية وأمنية لحماية ضيوفهم الذين قدموا لهم يد المساعدة في الماضي لنصرتهم في حربهم ضد اليهود، خاصة وأن هذه الإجراءات كانت ضمن قرار الاتحادية الدولية لكرة القدم، والوعود المقدمة لبعثة الجزائر الدبلوماسية والبرلمانية والرياضية من قبل مسئولين كبار في مصر.
وسجل ممثل لجنة الشئون الخارجية، فرحة بخروج الجزائر من هذه المحنة منتصرة ومرفوعة الرأس أكثر من أي وقت مضى، كما كانت فرصة لتشحن بطاريات الشباب بالوطنية وتلقين الأطراف الأجنبية دروسا، وتكذيب عدم وطنية الجزائريين على مستويين، الأول يتمثل في تمثيل بعض عناصر الخضر للجزائر رغم حملهم للجنسية الفرنسية، وهذا بحكم قناعتهم بأنهم من أصول جزائرية، أما الأمر الثاني فهو أن المحنة مكنت من كشف مصر على حقيقتها أمام الأمة العربية ومقابل خروج الجزائر منتصرة.
واعتبر سي عفيف أن ما وقع أمر مألوف لدى المصريين الذين لا يتمتعون بالروح الرياضية، حيث سبق وأن اعتدوا على المنتخب الزمبابوي، في مصر سنة 1993بعد مباراة جمعت الفريقين، مما اضطر الفيفا في النهاية إلى إعادة المباراة بباريس وفاز المنتخب الموزمبيقي.