وأشار نائب حاكم بنادير للشؤون الأمنية، وارسامي محمد حسن، إلى أن المواطنين متيقظون أكثر لأي تحركات مشبوهة كما أنهم يتنبهون إلى الأمتعة والأحزمة التي لا صاحب لها والتي تُترك في وسائل النقل العام أو بالقرب من الأماكن العامة.

وأوضح قائلاً، "لقد منعنا حدوث أعمال كانت تشكل خطراً أمنياً بعد أن أبلغنا الناس عنها".

وأضاف حسن لصباحي أن التعاون "مع الناس اليوم يشكل فرصة يمكننا استغلالها لضمان الأمن. وإننا نتعهد لهم أنه لن يتم إطلاق سراح الأفراد المتهمين بالانتماء إلى حركة الشباب قبل أن يخضعوا للإجراءات القانونية المناسبة، ذلك أن المواطنين قلقون جداً حيال ذلك".

ومن المواطنين الذين تعاونوا مع الأجهزة الأمنية، زمزم موسى، 30 عاماً وهي صاحبة محل للألبسة عند تقاطع كي.أم.4، وقد شهدت حادثة مشبوهة بعد حوالي أسبوع من وقوع الهجوم على مجمع العدل الرئيسي.

وشرحت لصباحي، "كنت في حالة تأهب للإبلاغ عن وجود أي متفجرات محتملة عندما نسي رجل كيساً من البلاستك يحتوي على شيء ما في محلي. فأبلغت شرطياً كان يمر بالقرب من المحل وأوقف الرجل المذكور".

وقالت "خفت أن يحتوي الكيس على متفجرات وأن يكون الرجل من أعضاء حركة الشباب، ولكن أثبت التحقيق الذي أجري أنه كان يحمل أشياء عادية وأطلق سراحه على هذا الأساس".

وشددت موسى على ضرورة أن يبقى أصحاب المحلات التجارية متيقظين وأن يساعدوا في منع وقوع هجمات إرهابية.

"وتابعت قائلةً "لن أتوقف عن العمل من أجل ضمان سلامة الآخرين وسلامتي، وإذا كان الجميع في حالة التأهب نفسها التي أنا فيها، فسنتمكن من تعزيز السلام الذي حققناه حتى الآن والذي تقف في وجهه حركة الشباب".

وفي هذا السياق، استذكر فارح عيسى، 42 عاماً وهو أيضاً من سكان مقديشو ويملك متجراً للأجهزة الإلكترونية عند تقاطع كي.أم.5، حادثة وقعت صباح 16 نيسان/أبريل الماضي، أي بعد يومين فقط من الهجوم الذي نُفذ على مجمع العدل الرئيسي، عندما سارت سيارة صغيرة في الاتجاه الخاطئ على طريق مكة المكرمة فيما كانت تمر سيارة للشرطة بالقرب من المكان.

وذكر عيسى أنه كان مع 17 شخصاً في حافلة لنقل الركاب كانت مركونة في الجوار، فخرجوا فوراً من المركبة وبدأوا يصرخون لتنبيه الأجهزة الأمنية وتحذير المواطنين الآخرين.

وقال "انتابنا الخوف ما ان رأينا السيارة تتجه في الاتجاه المعاكس. وشعرنا أن [الأمر الوحيد الذي يجب فعله] هو الصراخ لتحذير الآخرين في حال كانت السيارة تحتوي على متفجرات".

وأضاف عيسى، "والحمد لله، أجرت عناصر الشرطة في السيارة الأخرى تحقيقاً وتبيّن أن السائق لم يكن يعرف كيفية قيادة السيارة. وكنا نراقب الوضع من بعيد أثناء إجراء التحقيق".

وأوضح أن الحادثة ذكّرت الجميع بالهجوم الذي نّفذ في وسط مقديشو في 18 آذار/مارس عندما ضربت سيارة مفخخة بحافلة ركاب كانت تنقل مدنيين، وقد أدى الانفجار إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 14 آخرين. وقال "[تذكرنا] الجثث المشوهة التي خلفها ذلك الانفجار". وشدد على ضرورة أن يتحمل المواطنون مسؤوليتهم في ضمان سلامتهم عبر التعاون مع السلطات.

وقد فقدت صفية عبدي، 28 عاماً، أحد أشقائها في هجوم 18 آذار/مارس ودعت أيضاً المواطنين إلى التيقظ.

وقالت "لا أرغب حتى في سماع اسم الشباب لأنهم دمروا عائلتي والعديد من العائلات الصومالية الأخرى".

وأوضحت لصباحي، "شقيقي وكل من كانوا معه في المركبة وسقطوا في الانفجار كانوا أبرياء... ولكن للأسف أصبحنا جميعاً سجناء محكوم عليهم بالإعدام من قبل الشباب". وتابعت قائلةً، "مع ذلك، أطالب أفراد الشعب الصومالي بحماية بعضهم البعض عوضاً عن الاعتماد فقط على الشرطة لضمان الأمن".

وفي هذا الإطار، قال كمال أبوكار، 28 عاماً وهو طالب في كلية الاقتصاد في جامعة مقديشو ويقيم في حي هولواداغ، إن المواطنين قادرون على المساعدة في محاربة حركة الشباب عبر التعاون مع السلطات.

وأضاف، "لا أعرف الكثير عن الأمن حالياً، لكني أحاول المشاركة. فعندما يأتي مثلاً أشخاص غرباء إلى حيّنا بعد حلول الظلام، أراقبهم وفي حال رأيت أشخاصاً تحركاتهم مشبوهة، أتصل بأحد أصدقائي وهو من عناصر الشرطة ليتم توفير الحماية الأمنية اللازمة".
الصباحي

---