تتعاون إدارة حي وابري ومدرسة راجي أوغاس الثانوية على تنفيذ مشروع تعليمي متعدد المراحل يهدف إلى تقديم دروس مجانية في القراءة والكتابة والحساب لنحو 225 امرأة أمية.
وقال مفوض الحي، أحمد ميري مكران، لصباحي "نريد أن نصنع نساء قديرات ومتعلمات. وقد قمنا بتأسيس هذا المشروع بعد أن رأينا [مدى] حاجة النساء إلى التعليم والمصاعب المالية التي يواجهنها ".
وأوضح مكران أن المرحلة الأولى، ومدتها ستة أشهر، ابتدأت في 27 نيسان/ أبريل، حيث تقوم لجنة مستقلة بإدارة البرنامج في هذه المدرسة الحكومية.
وينطوي البرنامج على تعليم الطالبات الملتحقات بالدورة القراءة والكتابة وإعطائهن دروساً في الرياضيات.
وأضاف مكران أن "هناك كثيراً من النساء ممن يردن التعلم إلا أنهن غير قادرات مادياً على دفع قسط المدرسة الخاصة مما يبرز الحاجة الشديدة لإعادة تأسيس [مشروع] التعليم المجاني الذي كانت تقدمه الحكومة لعامة الناس".
وتنعقد الحصص أيام السبت ولغاية الأربعاء من الواحدة بعد الظهر وحتى الرابعة والنصف مساءً. ويعتمد البرنامج التعليمي بالكامل على مدرسين متطوعين – وهم ثلاثة رجال وثلاث نساء- يقومون بإعطاء الدروس لخمس صفوف يتألف كل منها من 45 طالبة.
أما في المرحلة الثانية من البرنامج، فستتلقى النساء التدريب على المهارات المهنية ومهارات التدبير المنزلي، حسبما قال مدير المدرسة عبد الرحمن محمد علي.
وعما يتعلق بهذه المرحلة، قال علي في حديث لصباحي "سنقوم بتعليمهن مهارات إدارية بسيطة من قبيل إدارة شؤون الأسرة، وإدارة شؤون سوق صغيرة، وإنشاء مشاريع عمل صغيرة وإدارتها، وكيفية مراقبة صحة وتعليم أطفالهن ومعالجة [الشؤون المتعلقة بهما]".
تغيّر نظرة المجتمع لتعليم النساء
قال محمد إيسي، وهو محلل في الشؤون الاجتماعية، إن كثيراً من النساء في الصومال لسن متعلمات لأن المجتمع الصومالي لا يشجع على تعليمهن، لكن في الوقت الحاضر ثمة وعي متزايد بأهمية الاستثمار في النساء.
وذكر إيسي في حديث مع صباحي أن "تزايد وعي الناس، في الآونة الأخيرة، تزامن مع تقدم النساء. وكان الآباء في السابق يعلمون الأولاد فقط وهذا ما تسبب في وجود كثير من النساء اللواتي يجهلن القراءة والكتابة".
وأضاف إيسي بأنه "إذا ما بُذلت جهود ملموسة لتعليم النساء، سواء أكان بقدرٍ قليل أم كثير، فإنه من المحتمل تقليل مستوى الفقر وتنشئة الأطفال بالصورة الملائمة".
من جهتهن، تحدثت النساء الملتحقات بالبرنامج عن المشكلات التي كن يواجهنها من دون التعليم المناسب وعما يأملن في الحصول عليه من تعلم القراءة والكتابة والمهارات الحسابية.
وذكرت صفية أدو، إحدى الملتحقات بالبرنامج، أن عدم قدرتها على القراءة والكتابة والحساب أثرت عليها سلباً من حيث أنها جعلت من العسير عليها وضع ميزانية لمصاريفها أو العثور على وظيفة لها.
ووصفت أدو حالها تلك وقالت "إنني حتى أعجز عن تدبير المصاريف اليومية للأسرة لأنني لا أستطيع متابعة ما يدخل [إلى جيبي] وما أصرفه".
وقالت مي محمد، وهي ربة منزل في السادسة والأربعين وأم لسبعة: "لم أحصل على أي تعليم أبداً ولا أعرف كيف أكتب أي شيء، لذا فإن هذه تُعدّ بداية مستقبل جديد بالنسبة للأمهات الصوماليات".
وقالت مؤمنة محمد التي تبلغ من العمر 39 عاما وأم لخمسة، في حديث لصباحي "لقد سررت للغاية عندما تم إبلاغي بأنني سأتلقى تعليماً مجانياً. أنا وزوجي لا نعمل لكنني آمل أن أجد عملاً عندما أفرغ من هذه الدورة".
الصباحي