يبدو أن هزيمة المنتخب المصري على يد نظيره الجزائري بالسودان ستدفع بعض الجهات إلى وضع إسفين جديد في عمق العلاقة بين شعبي وادي النيل بعدما نجحت في زرع كثير من الأشواك بين شعبي الجزائر ومصر.
ففي الوقت الذي عم فيه الحزن غالب الشعب السوداني لخسارة المنتخب المصري رغم أن المنتخبين عربيان سيمثل أحدهما الأمة العربية في تظاهرة كأس العالم بجنوب أفريقيا، نحت بعض الجهات منحى لم يتوقعه كثير من المراقبين في السودان.لكن موقف السودانيين لم يمنع عاصمتهم الخرطوم من النجاح في تنظيم المباراة وتأمين مشجعي المنتخبين وكل المصالح المصرية والجزائرية في السودان.غير أن تحرشات بعض المشجعين الجزائريين ببعض نظرائهم المصريين دفع مؤسسات إعلامية مصرية لمهاجمة السودان واتهامه بالفشل في حماية الجمهور المصري، ما أدى إلى موجة من الغضب وسط الشارع السوداني الذي بدا غير مصدق لما اتجهت إليه هذه المؤسسات.
استغراب الشرطة
وبينما استدعت الخارجية السودانية السفير المصري بالخرطوم عفيفي السيد عبد الوهاب للاحتجاج على ما سمته بالحملة الجائرة، أبدت الشرطة السودانية استغرابها لما أذيع عن فشلها في تأمين الوفود الزائرة.لكن السفير المصري بالخرطوم عفيفي السيد عبد الوهاب الذي أبدى انزعاجا واضحا نفى أن تكون الخرطوم قد فشلت في تأمين ضيوفها بالصورة المطلوبة، مشيرا إلى مشاركة طاقم السفارة المصرية في كل الترتيبات التي سبق أن تلت المباراة.
وقال للجزيرة نت "أنا شاهد على كل ما تم وكنا ننسق مع بعضنا وبمنتهى التعاون من كافة الأجهزة الرسمية السودانية"، وأكد وجود بعض الفلتات من بعض الجزائريين، "وهذا واقع معروف أفرزه شحن زائد لجمهور المنتخبين".وأضاف "هناك مبالغة حول ما حدث بالضبط لأننا شهدنا أقصى درجة من التأمين للمباراة وللوفدين على السواء".أما وزارة الخارجية السودانية فقد احتجت بشدة على اتهام السودان بالفشل، ورفضت في الوقت نفسه ما سمته بالنهج غير المقبول.وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية معاوية عثمان خالد للجزيرة نت إن وزارته أبلغت السفير المصري رفض السودان لهذا المسلك غير المناسب، على حد تعبيره.
نجاح خطة
أما الناطق الرسمي باسم الشرطة السودانية الفريق محمد عبد المجيد الطيب فقد أكد نجاح خطة الشرطة السودانية في المحافظة على تأمين كل المشجعين المصريين والجزائريين والسودانيين.وقال الطيب في مؤتمر صحفي إن أجهزته قامت بدورها بكفاءة عالية، ما يعني أن أمن الخرطوم ليس محل مزايدة من بعض الجهات.ونفى وقوع تخريب للمصالح والمنشآت المصرية أو الجزائرية في السودان، وأشار إلى خروج بعض الجزائريين عن خطة التأمين ما أدى لبعض المشاجرات بين جمهور المنتخبين.من جانبه أبدى الأمين العام لوزارة الإعلام السودانية عبد الدافع الخطيب اندهاش وزارته لما نقل عن فشل السودان في تأمين البعثات المختلفة، ودعا إلى عدم الاتجاه لحرب إعلامية "بين السودان ومصر بسبب أخطاء بعض المشجعين الجزائريين". وتساءل الخطيب في مؤتمر صحفي عن "ما شأن السودان الذي بذل قصارى جهده في تأمين الجميع"، مشيرا إلى ما جرى بين الجزائر ومصر عقب مبارياتهما الثلاث.