قتل 15 شخصا على الأقل وأصيب 30 آخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة قرب مستشفى الجلاء في بنغازي شرق ليبيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نائب وزير الداخلية الليبية عبد الله مسعود قوله "إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 30 على الأقل بجروح فى انفجار سيارة مفخخة قرب مستشفى الجلاء في بنغازي" مشيرا إلى أنها حصيلة أولية.
وأعلن طارق الخراز المتحدث باسم مديرية الأمن في مدينة بنغازي أن أغلبية ضحايا حادثة الانفجار الذي وقع أمام مستشفى الجلاء ببنغازي اليوم هم من الأطفال، وأشار إلى أنه لم يتم التعرف حتى الآن على كل الجثث وحمل الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني العام بالإضافة إلى الحكومة الانتقالية السابقة برئاسة عبد الرحيم الكيب مسؤولية ما يحدث في مدينة بنغازي.
من جانبه قال محمد بلعيد مدير مستشفى الجلاء أن الانفجار وقع نتيجة سيارة مفخخة في الشارع المؤدي للمستشفى مضيفا أن الجهة التي تقوم بحراسة المستشفى انسحبت بعد حدوث الانفجار بفترة بسيطة ومؤكدا أنه لا يوجد أي انتشار أمني حاليا بالرغم من أن الجهة المسؤولة عن تأمين المستشفى هي القوة الأمنية المشتركة التابعة لوزارة الداخلية، وطالب الجهات المسؤولة بسرعة تأمين المستشفى وحماية المرضى والطاقم الطبي.
وتشهد مدينة بنغازى هجمات عدة واعتداءات فى الأشهر الأخيرة ضد أجهزة الأمن ومصالح دول غربية، وعادة ما تعزى هذه الهجمات الى "الاسلاميين المتطرفين".
وفي موقع الاعتداء، تجمع مئات الاشخاص تنديدا باعمال العنف والاعتداءات التي دائما ما تضرب مدينتهم، وساعد بعض منهم في جمع اشلاء الجثث التي مزقها الانفجار، في اكياس بلاستيكية.
وهتف المتظاهرون وسط حطام السيارات والانقاض "استفيقي يا بنغازي"، مكررين الشعار الاول للثورة الليبية التي اطاحت معمر القذافي في 2011.
وطالب المتظاهرون الذين توجهوا بعد ذلك الى ساحة فندق تيبستي في وسط بنغازي بنشر الامن وحل الميليشيات المسلحة، وقال مراسل لوكالة فرانس برس انهم هتفوا "لا للميليشيات، نريد جيشا براية واحدة".
وبعيد الاعتداء اعلن المؤتمر الوطني العام عقد اجتماع طارئ مع المسؤولين الامنيين، وامر الجيش بانتشار وحدات خاصة لبسط الامن في المدينة، كما ذكرت رئاسة اركان الجيش الليبي.
ودانت بعثة الامم المتحدة في ليبيا "بشدة الاعتداء الاجرامي"، ودعت جميع الليبيين الى التضامن خلال هذه الفترة الحساسة لمواجهة كل محاولات التدمير والارهاب وتقويض استقرار ليبيا.
وهذا الهجوم الذي وقع في وضح النهار هو الاول الذي يستهدف المدنيين وفي حي مكتظ بالمدينة، اذ عادة ما تقع الهجمات خلال الليل او في الصباح الباكر.
وقد وقع الهجوم بعد رفع الحصار عن وزارتي الخارجية والعدل في طرابلس، الذي فرضته منذ اكثر من عشرة ايام ميليشيات كانت تطالب في البداية بقانون للعزل السياسي يطاول قدامى المسؤولين والمتعاونين مع نظام القذافي، وبعدما تبنى المؤتمر الوطني العام القانون طالب المحتجون باستقالة رئيس الوزراء علي زيدان.
وقررت لندن وواشنطن اجلاء قسم من موظفي سفارتيهما في طرابلس، حيث قلصت سفارات غربية اخرى عدد موظفيها بسبب المخاطر الامنية التي زادت من حدتها واحدة من اسوأ الازمات السياسية في البلاد منذ سقوط العقيد القذافي.
واعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ان الولايات المتحدة ارسلت الى صقلية قوات عسكرية للتدخل اذا تعرضت بعثتها الدبلوماسية في ليبيا للتهديد، وذلك بعد اشهر من الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي.
وقال المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل "نحن مستعدون للتدخل اذا تدهور الوضع او اذا طلب منا ذلك".
المنار