قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية الصادرة اليوم السبت، إنّ الشعب الليبى أصبح لديه حظوظ وفرص كبيرة للحفاظ على حرياته وحقوقه المدنية وقطع صلته نهائيا مع الماضى الاستبدادى القمعى فى ظل بزوغ نجم حركات إصلاحية تنويرية تسعى لتكريس لحرية الرأى والتعبير.
وقالت المجلة فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى، إن الليبيين أجبروا على مدار أربعة عقود متتالية على إظهار دعمهم للعقيد الراحل معمر القذافى ليسلموا من بطشه ويحافظوا على سلامتهم، لذلك ساهمت الطبيعة الاستبدادية والمتعصبة لنظام القذافى فى تقويض الحقوق السياسية والمدنية والدينية فى هذا البلد العربى من خلال الحد من حق الشعب فى حرية التعبير والفكر وحرية تكوين المنظمات وكذلك حرية الحصول وتداول المعلومات.
وأوضحت المجلة، أن نظام القذافى مثله كمثل سائر الأنظمة الاستبدادية لطالما لجأ إلى انتهاك القوانين من أجل حماية صالحه من المساءلة أو المحاكمة، ولكن الآن وبعد سقوط الطاغية الليبى، أصبح لدى الشعب الليبى فرصة كبيرة لحماية وتأمين حرياته التى أهدرت سابقا وهو ما تم بشكل كبير" واستدلت المجلة على طرحها فى هذا الصدد بذكر أن تصنيف ليبيا ارتفع العام الماضى وحده 23 نقطة فى مؤشر حرية الصحافة العالمية، ولكنها حذرت فى الوقت ذاته أن مخاطر كبيرة تحدق بهذه الحريات ليس فقط على المستوى السياسى بل أيضا على المستويين الاجتماعى والدينى.
وأشارت المجلة إلى اعتقال الصحفى عمارة حسن الخطابى، العام الماضى بتهمة تشويه سمعة القضاء، وذلك بعدما نشر أسماء 84 قاض متورط فى قضايا فساد.. بينما اختطفت إحدى الميليشيات المسلحة ناشطة سياسية فى مدينة بنى غازى عقب مزاعم تروج بعلاقتها بالمجتمعات الليبية اليهودية فى دول المهجر.
وفى محاولة لمحاربة التطرف الفكرى، سلطت المجلة الأمريكية الضوء على حركة "التنوير" التى تشكلت فى وقت سابق من العام الجارى من أجل إعادة صياغة فكر المجتمع الليبى والحث على اتباع الفكر الانتقادى ونفض غبار الماضى المظلم.
وذكرت المجلة الأمريكية أن ليبيا بحاجة إلى مثل هذه الحركات لا سيما وهى تحاول السير والعمل من أجل بناء دولة المؤسسات، وأكدت أن هذا الأمر لن يتم إلا من خلال تشجيع روح التسامح وبناء هوية ليبية ترفض التمييز الدينى أو العرقى.
اليوم السابع